أنا يا فتاة الحي - أحمد علي سليمان

يا فتاة الحيّ ، إني – اليومَ - نفسُ
تنشدُ الخير ، لها في الناس شمسُ

وتريد الحق في الدنيا حصيناً
وله – في الأرض – راياتٌ وبأس

وتحب العز ، لا تهوى الدنايا
إنما الذل متاهاتٌ ورجس

يقتل الذلُ إباءَ المرء حتماً
لكنِ العز له عطرٌ وأنس

ماء وجه الحُر غال ليس يُشرى
دونه الدنيا ودينارٌ ودَوْس

إن دين الله – يا أختاه - أغلى
دونه – بالله – أموالٌ ونفس

إنني فكرت في الدنيا طويلاً
حار - في دنيايَ - تخمينٌ وحَدس

فوجدتُ الحق في ترك مَداها
حُبها – في القلب – تنغيصٌ ونحس

عاشقُ الدنيا - مِن الدنيا - يعاني
وعلى الأيام قلبُ الصب يقسو

طالبُ الدنيا تناغيه الأماني
وخِتام الرحلة العرجاء رَمس

ضاع مَن يركن للدنيا ملياً
كان - فيمن ضاع - قبل اليوم درس

فقرُها – بالله – خيرٌ من غِناها
عِز دنيا المرء حِرمانٌ وبؤس

فاجعل الدنيا لأخراكِ سبيلاً
ثمنُ الدنيا – لدى الأفذاذ - بخس

إنها مرتعُ مَن في الزيف يلهو
وإلى حِقويْه – في الآثام - يجسو

خالها بَحراً سيجني الخيرَ منهُ
فإذا المسكين كالمِرساة يرسو

© 2024 - موقع الشعر