امرأة مثالية من قرية ظفر - دقهلية! - أحمد علي سليمان

زغردَ الشعرُ ، وحَيّاهُ السَمَرْ
فانبرى في الناس يَستقصي الخبرْ

سائلاً عن قصةٍ أحداثها
خط فحواها قضاءٌ وقدر

ربنا الرحمنُ يَبقى وحدهُ
والفنا مُستوعِبٌ كل البَشَر

رحمة المولى على مَن فارقوا
ولمَن يَحيَون حِفظ المقتدر

مات هذا الشهمُ ، والموتُ قضا
منه للمخلوق كلا ، لا وزر

أيها المخلوقُ عِشْ ما عشت لا
لا تُفكّرْ في البقا ، أو تفتكر

ذاهبٌ أنت ، وإن طال المدى
لمصير بَدْؤهُ جوفُ الحُفر

روضة قبرُك ذا أو حفرة؟
رب سلمْ من بلاءٍ منتظر

رحَل الراعي ، وخلى خلفه
أسرة تسبحُ في بحر الكدر

زوجة أبناؤها مِن حولها
والمُنى دَقتْ نواقيس الخطر

وأتى الخُطابُ ، لكنْ قوبلوا
بهزيم الرفض يَهمي كالمطر

قالتِ الزوجة أحيا أيّماً
وأنا بالعيش هذا أفتخر

إيهِ يا سِت النسا ، يا شهمة
أنتِ والرحمنِ شرّفتِ (ظفر)

هذه القرية حقاً تحتفي
بكِ أماً في سجاياها عِبَر

(ظفرٌ) يوماً ستفنى والدُنا
لكن القصة تَبقى والسِيَر

إيهِ يا فخرَ الولايا ، إنني
أنشدُ الشعرَ بدمع مُنهمر

يشهدُ الله أحَيّي حُرة
بلغتْ في المجد أرقى مُستقر

صبرتْ في نكبتيْها ، وارتضتْ
عِيشة ترسُفُ في قيد الضجر

يا له صبراً يُناغي همة
مَن بقومي مثلَ هذا تصطبر؟

أنتِ قد علمتِ مَن لم يعلموا
أن مَن يصبرْ فحتماً ينتصر

أنتِ قد فقهتِ مَن لم يفقهوا
أن تقوى الله تأتي بالظفر

أنتِ قد درّستِ مَن لم يدرسوا
كيف قدْتِ أسرة بين الأسر

أنتِ رَبيت اليتامى حِسبة
وبكِ الكسْرُ توارَى واندثر

أنتِ كابدْتِ حياة مُرة
بل مِن الحنظل واللهِ أمر

هل خلقتِ كي تعيشي رجُلاً
عندما واجهتِ بالبأس الغِيَر؟

أنتِ فخرٌ لصبايا (ظفر)
أنتِ فيه المُبتدا قبلَ الخبر

لكِ تقديري مِن القلب أتى
في قصيدٍ بالتحايا مُستطر

أنشدُ الشعر أحيي (ظفراً)
أنجبتْ عصماءَ تُزري بالقمر

إن تكنْ بالدر زينتْ غِيدُنا
فسجاياكِ سَمتْ فوق الدرر

وفق اللهم أمّاً أخلصتْ
رب واحفظها أيا رب القُدر

عندك الأجرُ ، وهذي أهلهُ
إذ لديك الأجرَ عاشتْ تدخر

© 2024 - موقع الشعر