ارجعن إلى حقل الدعوة - أحمد علي سليمان

ارجعن إلى حقل الدعوةْ
لتكُنّ إلى جنب الإخوةْ

واثبتنَ على درب التقوى
واذكرن الأيام الحُلوة

وادرسن الحق بكل مضا
إذ ليس الجاهل بالقدوة

واشكرن إذا كانت نُعمى
فاضت كالوابل والضفوة

واصبرن إذا جثمت بلوى
فالدين يمحّص بالشقوة

والفتنة عارٌ وشنارٌ
ودمارٌ يذهب بالدعوة

والرجعى للتيه ضياعٌ
وسقوط في أعتى هوة

والدنيا تقتل عابدها
وتشرّد راغبها عُنوة

والباطل يذبح عاشقه
ويُحطم مَن يُقبل نحوه

ويُجندل من يتعبده
إذ إن لزينته سَطوة

أين الإيمان له ألقٌ
وجمال يجعلنا أسوة؟

أين التوحيد له أرجٌ
ليُقيل العَثرة والهَفوة؟

أين الإسلام وصحوته
لتصد المهزلة الصحوة؟

أين الأخلاق تُبيد هوىً
وتُزيل الغفلة والغفوة؟

أين الآداب لها أثرٌ؟
فبها يعلو شأن النسوة

مازلت ألحّ ، ولي أملٌ
فارجعن ، وزايلن الفجوة

أنتنّ لشرعتنا ذخرٌ
ولدعوتنا نعم الثروة

كم أذرف مُرّ الدمع علي
غيدٍ تستلم للشهوة

وتفر من الأنوار إلى
ديجور تعقبُه غشوة

أولى بالغادة مِلتها
لا تصرفها عنها نزوة

تتّبع الحق بلا ضجر
في خلوتها بعد الجلوة

وتتابع عُلماء التقوى
ما بين الندوة والندوة

ولها فكرٌ ، ولها نظرٌ
كالوارد إذ يُلقي دَلوه

يا (حصة) مِن غيّكِ توبي
وانتهزي الفرصة يا مروة

وخذي يا (ليلى) بكلامي
قد يأتي الموت من الغدوة

وانتصحي يا (رضوى) ، وثقي
بكلام ظاهره القسوة

وأنا مازلت أنقحه
وأسوق الطيّب والصفوة

ليكون قصيداً محترماً
في رقته بلغ الذروة

لفظته لم تُهدر قِيَماً
وكذلك لم تنبو نبوة

يدعو للحق ، ويحرسُه
وله عند المدعو حظوة

ويجاهد مَن لم يلتزموا
بالحق ، ولم يحذوا حذوه

ويقدم رؤيته شعراً
يحيي ما احتضر مِن النخوة

ناصحتُ وربي مطلعٌ
وجهرتُ كأني في غزوة

وأنا محتسبٌ مصطبرٌ
أدعو المولى ، أرجو عفوه

مازلت أصارح دون حيا
وألاحي الخطوة بالخطوة

وأحَذر من سوء العُقبى
ولتحذيري بعضُ القوة

إن الآمال تسامرني
ولها فيما تأتي نشوة

فعسى الرحمن يُحقق لي
آمالاً أحسبها سلوة

ارجعن ، وجانبن السوآى
واحملن المشعل والجذوة

يا رب ارزقهن التقوى
وانتشل الغِيد من الكبوة

© 2024 - موقع الشعر