ارجعي إلى حقل الدعوة! - أحمد علي سليمان

كم علتْ قدراً بهذا الدين سُعدى
وبعلم الشرع كانت تتحدَى

كم سمتْ في عالم التقوى وجدّتْ
ودعتْ لله إيماناً وذوْدا

ودوامُ الحال أمرٌ مستحيلٌ
والثباتُ نعمة تُشرق رُشْدا

سافرتْ سُعدى إلى الزوج اختياراً
وهناك الزوج بالبُشرى استعدا

لم تكد تلبث جزءاً من نهار
واحدٍ حتى بدتْ تُدرك بُعدا

غرّها العيشُ تُحليه المعاصي
ثم باتت لشِراكِ العيش صَيْدا

فرطتْ في دينها ، حتى تردّتْ
والشقيّ اليومَ حقاً مَن تردى

فاشتهي القلبُ أضاليل التدني
ومِن اللذات سَلواهُ استمدا

فإذا بالنفس في قعر المخازي
أصبحت مِن وازع الإيمان جَردا

وإذا بالحق قد أمسى ثقيلاً
لا تطيق اليوم هذا الحق سُعدى

إيه يا سُعدى ارجعي يكفيكِ هذا
إن - بعد العيش - موتاً ، ثم لحدا

ارجعي للدعوة الشماء طوْعاً
وعِديني الآن يا أختاه وعدا

واهجري ما أنت فيه الآن فوراً
واصدقي بل عاهدي الرحمن عهدا

واذكري ما كان من ماض تناءى
كم بذلتِ في سبيل الله جهدا

© 2024 - موقع الشعر