الوصية الخالدة - أحمد علي سليمان

حقّقِ التوحيدَ أعْلِ القِيما
لا تكن في حقك المنهزما

أنت في الآفاق نجمٌ ظاهرٌ
أنت أحرى أن تبيد الألما

أنت في الدنيا كبيرٌ أبداً
أنت نبراسٌ يناجي القِمما

أنت مثل الحق عال ألقٌ
جيلك السامي سيعلو الأمما

حطموا آهاتِك الحرى سُدى
ثم باتوا يزرعون السأما

أعملوا سيف اللظى في دعةٍ
أحرقوا الآمال ، شجوا القلما

أوغروا صدر الفتى في خلسةٍ
ثم راحوا يذبحون الذمما

شوهوا الأحلام في مهد الصبا
فاعتراها الضيمُ ، صارت رمما

خربوا الإنسان من داخله
بدّدوا الإحساس ، داسوا الحُرُما

أشرَبوه الجُبن في أوصالهِ
دمّروا الرأسَ به والقدما

كبلوا الأقدام منه ، والنهى
فجَّروا فوق اللهيب الحُمما

إن - في المقدور - إنساناً لكم
يزرعُ العزم ، ويُزجي السدما

مؤمنٌ بالله يرجو نصره
استوى خلقاً وذوقاً ودما

حدّثوا عنه الدنا إن جهلتْ
إنكم لم تعرفوا محترما

صدقوني ، لا تزيدوا ألمي
إفككم هذا يزيد السقما

ثم - في المَقدور - جيلٌ قادمٌ
يرقب النصر ، ويسعى قدماً

إنني لا أكتب اللغز إذن
إنما اللغز سرابٌ ودُمَى

وكذا الألغاز لا تكتبني
إن - للألغاز - قوماً شُبُما

© 2024 - موقع الشعر