المروءة مني وأنا منها - أحمد علي سليمان

لماذا الطعنُ بالعِلل الوِجاعِ؟
وهل تزوى الحقائقُ بالخداع؟

أيُتهمُ البرئُ بلا دليلٍ
ويُرمى بالوصول والانتفاع؟

ويُقهر بالتخرص دون حق
ويُوصَف بالسفول والاختضاع؟

ويُذبَح جهرة مثل الأضاحي
ويُرمى للأوابد والسباع؟

ويُمسِي عرضه مُلكاً مُشاعاً
ومَن يعتد بالمُلك المشاع؟

ألا إن المروءة بعضُ سَمتي
كمثل الفلك تسعى بالشراع

وحب البذل ديدنُ كل حر
لذلك كان من أحلى طباعي

ولستُ مُزكّيا نفسي ، ولكنْ
أحدّثُ بالنعيم المستطاع

أقول الحق ، لا أخشى البرايا
وما أنا في التكلف بالشجاع

لأثبت أنني - من فضل ربي -
كريمٌ لستُ من سِقط المتاع

لأدفع تهمة بلغتْ مَداها
وباتت تستجيش رؤى الدفاع

وأثبت أنني ما كنت نذلاً
لكي تنفضّ غائلة النزاع

وأني اليوم أولى باحترام
يُخففُ مِن مُقارعة الصراع

يَمِينَ الله ليس المَنّ سَمتي
ولكنْ إن ظلمتُ فلن أراعي

© 2024 - موقع الشعر