القلادة الرابعة - أحمد علي سليمان

الظلم يُعقب ظلمة وقتاما
يا من عن العُقبى استمى وتعامى

بالظلم تنفصمُ العلائقُ والعُرَى
فعلام تظلمُ من تعول؟ علاما؟

وبه ندمّر ، ثم تذهبُ ريحُنا
وكفى به - بين الورى - استذماما

وبه نؤجّجُ نار كل مَكيدةٍ
وتظل آثارُ الشقا أعواما

وبه نؤهّل للجحيم نفوسَنا
إما لقينا الواحدَ العلاما

وبه نؤصّلُ للقطيعة والجفا
أرأيت - بالظلم - التراحم داما؟

وبه نحطم كل أسباب الصفا
كي نزرعَ التحريش والإجراما

وبه نروِّج للتناجش منهجاً
وطريقة - في قومنا - ونظاما

وبه يضيع الحق ، لا نلقى له
يا للأسى - في العالمين - دِعاما

ماذا دهاك لكي تفرّق في العطا
بين البنات؟ لقد أتيت حراما

أجَزيت أنفعهن يوماً يا ترى؟
فمن الذي أزجى لك الإعلاما؟

أعلمت مَن تؤويك عند كُهولةٍ
فتزيد سهمك - في العطاء - سِهاما؟

أضمنت مَن أكرمتهن محارباً
رب الورى والعُرفَ والإسلاما؟

أحرمت فضلى مِن عَطيتك التي
أصبحت - إن سَلمتها - ظلاما؟

وظلمتها من قبل يوم رزقتها
إذ لم تعش من عُمرها أياما

وطعنتها - في مَهدها - مُتشفياً
والمَهدُ مُشتعلٌ أسىً وضِراما

وطردت - من قيظ الهجيرة - أمها
وعلى يديك تجرّعت جرساما

وأتى الطلاقُ يترجم البغضَ الذي
قد حطم الآمالَ والآضاما

وبدت بلاويك التي أخفيتها
وبها خدعت الأم والآناما

وإذا التجمّل - في السراب - بقيعةٍ
لمّا أزال الواقعُ الأحلاما

وأراك طلقت اثنتين تطاولاً
ورفضت نصحاً قاله من حامى

أتطلق البنت التي في مهدها؟
بئس الأبوة أرغمتْ إرغاما

وحليبها القاضي يُحدّد سِعره
وأبو البنية يعلن الأرقاما

واليوم يختصرُ المدى إجحافه
مستهجناً مَن صَدّه ، أو لاما

حِكرٌ على أخواتها الذهبُ الذي
أنت اشتريت تكلفاً وغراما

أما التي أسقطتها من قسمةٍ
فيتيمة ، من يحتفي بيتامى؟

والله سلط مَن يُعاقب جائراً
لمّا يُشعْ - بين البنات - سلاما

وإذا بأصحاب المُكوس تشرذموا
لينفذوا القانون والأحكاما

كي ينهبوا ثمن القلادة وافياً
كلٌّ - بتنفيذ العقوبة - قاما

هي عِبرة - والله - واضحة الصُوى
فلعلها قد أفهمت إفهاما

اعدلْ ، فإن العدلَ أفضلُ شيمةٍ
ألزمْ - به نفساً - غوتْ إلزاما

© 2024 - موقع الشعر