القريض الصادق دعوة من القلب للقلب - أحمد علي سليمان

حَلّق الشعرُ جنوباً وشمالا
وسعى - في الناس - زهواً واختيالا

ومضى شرقاً وغرباً في تفان
وعلا مُزناً - من الحق - ثقالا

ودنا من قاع بحر ومحيطٍ
يسأل الدنيا وأهليها سؤالا

ما القريضُ؟ ما الشعورُ؟ ما الأماني؟
واعتلى الشعرُ - لذا السؤل - الجدالا

وجوابُ السؤل يا شعري يسيرٌ
حازه الصِيدُ ، وجافاهُ الكُسالى

القريضُ رحمة جالتْ بقلب
وإلى قلب يُحب الحق آلا

فكرة سَجّلها عبدٌ تقيٌ
مستنيرٌ يعبدُ المَولى تعالى

نفحة تحْمِل حقاً للبرايا
في هجير العيش تهدينا الظِلالا

طهُرتْ في عَرضِها واللفظِ حتى
جاوزتْ في الطهر والتقوى الكمالا

أخذتْ مِن كل نور منتهاهُ
إن نور الحق يغتال الضلالا

لبس الشعرُ بها ثوبَ المعالي
فسَما وزناً ولفظاً ومَقالا

واستوى الإيحاءُ نبتاً وثِمارا
واستمى بالخير وَصْلاً ووِصالا

ليستِ الأشعارُ وزناً والقوافي
دون حق يُلزم النفسَ اعتدالا

ذلك الشعرُ ، وهذا مبتغاه
وإلى الأمجاد قد شدّ الرّحالا

يُتحِف الأبرار بالأنس ابتهاجاً
ثم يُهدي كل شيطانٍ وبالا

© 2024 - موقع الشعر