الغمام الصيب - أحمد علي سليمان

ما ذلك الصنع المليحْ
إلا كأزهار تفوحْ

أعطيتَ ما ملكتْ ي
داكَ ، وكنت بالذكرى تبوح

وبذلتَ لم تكُ باخلاً
وجهرتَ بالقول الفصيح

وهديتَ قلباً للهُدى
من بعد أن كان الطريح

وأنرتَ درباً بالتقى
بتصور صافٍ مُريح

وصبرتَ ، لم تكُ عاجلاً
وصدعتَ بالحق الجَموح

عالجتَ فينا جهلنا
وسبرتَ أغوار الجروح

ونصحتنا ، ورحمتنا
فترعرع القلب الجريح

أأبا أسامة أنت
زينت القصائد والمديح

وكذاك توجت الرجول
ة والشهامة والصروح

لا فض فوك ، ولا اعترى
صوت العباقرة البُحوح

الغيث يحمله الغمام
أراك من أعلى تلوح

كنت الغمام لواحةٍ
جرداءَ ، منظرُها قبيح

لا خير فيها يُشتهى
ودمُ الرخاء بها سفيح

هي وكرُ كل معربدٍ
حتى الأصيلُ بها كسيح

جحر الأفاعى والدجى
حيث الضلالة والفحيح

وتدين للمولى بما اخ
ترعتْ هنالك من فضوح

وبفكر كل مضلل
وبدين مَن عبد الضريح

ثم استحالت بالغما
م خريدة ، فيها الوضوح

والحسن فيها وافرٌ
والوجهُ مؤتلقٌ مليح

والخير فيها شاملٌ
والجيدُ ممتلئٌ صَبوح

والسوق يركلها ، ويُر
خِص سعرها ، يا للشحيح

هذا نصيب الغيد في
دنيا المهازل والصفيح

فالغيد في ذيل الدنا
في جيل تربية الكشوح

كنت الغمام وزورقي
والغيث فيكم يستريح

ومن ابتغى مطر الهدا
ية لم يُسربله النزوح

© 2024 - موقع الشعر