العاشقة وجحيم العشق - أحمد علي سليمان

مازال عشقكِ بين الجَزْرِ والمدِّ
حتى اصطليتِ بنار الهجر والصدِّ

فكم نظرتِ إلى (عمرٍو) بكل هوى
وكم نظرتِ - بلا تقوى - إلى زيد

عيناكِ أرسلتا سِهام عاشقةٍ
تصيب من عشقتْ كالصارم الهندي

وكم تطلعتِ للرجال في شبق
حتى تعانقتِ الأرواح والأيدي

لكل نذل رؤىً تُزري ومَخبثة
فعاشقٌ منكِ بعضَ الحب يستجدي

وعاشقٌ وَدَّ لو ترضيْن رفقته
لذاك أبدى لحَمقا لمْسة اللمد

وعاشقٌ أنسُه حديثُ آنسةٍ
يُصيبه صوتُها الصداحُ بالوجد

وعاشقٌ قلبه شوقاً يُداعبها
ويستلذ إذا اقتربت ، وعن بُعد

وعاشقٌ لفظة منها تسربله
حتى يبيت أسيرَ الغُل والقيد

وعاشقٌ مِسكُها يذيب عزته
وقد يُزلزله منها شذى الرند

حتى غدوتِ لهم أضحوكة هزلتْ
لمّا استهنتِ بأمر الخالق المُبدي

لمّا استبحتِ حرام الله دون حيا
لمّا انحرفتِ عن الأخلاق والرشْد

لمّا استجبتِ لأهواءٍ بُليتِ بها
رزقتِ يا (هند) سوءَ الفعل والقصد

ونارُ عشقك قد أودتْ بمن عشقتْ
وما بكى عاشقٌ يوماً على هند

© 2024 - موقع الشعر