الشورى قِوامُ الإدارة - أحمد علي سليمان

المُستبدُ برأيه مُتحذلقُ
مادام - بالحق المُوَضّح - يَشرَقُ

وتراه يُعجبه عزيفُ هرائه
مثل الغراب - لغير بأس - يَنعِق

ويظلّ يُمعِنُ في الضلالة والهوى
وبكل قبح - في الورى - يتخلق

ويرى حلالاً ما الشريعة حَرّمتْ
إذ ليس بينهما السفيهُ يُفرّق

لا يستشيرُ ، فليس يسمعُ غيرَه
إذ إنه - في بحر عُجب - يَغرق

إن الإدارة هِمّة وعزيمة
ومَشورة بين الأنام ، ومَنطق

لا شيء كالشورى يُقيم إدارة
ويُحيلها فرضاً يُحَب ويُعشق

والمستشيرُ تراه يَختصر المدى
إذ يستشيرُ بمن يَجدّ ، ويَصدُق

هو ليس يندمُ ، أو يَخيبُ لحيظة
بل يستقيم مسارُه ، ويُوَفّق

وترى جماعته الذي هو لا يرى
وتقوله حقاً ، ولا تتملق

أما التفرّد – بالقرار - فخيبة
يعتادها - مَن بالهوى - يتعلق

ورأيتُ الاستبدادَ يُزري بالورى
وبه حقوقُ الناس - جَهراً - تُزهق

والواجباتُ - به - تُبدّد عُنوة
والخيرُ يُهدَرُ ، والكرامة تُصعق

ويرى المديرُ الناسَ عُبداناً له
والعبدُ - ويح العبد - يوماً يُعتق

إن المديرَ موظفٌ بمرتب
وتراه - مِن أجر الإدارة - يُنفِق

فلمَ التشامخ والتعنتُ والجفا؟
ولم التكبّر والغرورُ المُوبق؟

جاد الحكيمُ بنصحه وبوعظه
والدمعُ - فوق نذيره - يتدفق

لمْ يدخر جهداً ، ولم يَن حِكمة
وأتاك يسبقه الإخاءُ المُشفِق

فمدحتَ فِكرته ، ولم تعملْ بها
وأخذتَ - دون تلوّم - تتشدق

واحتلت في صُنع القرار مُفضِلاً
ما ترتئيه ، تقول: هذا الأليق

ورأيتَ نفسك في الصدارة قائداً
يعلوه ناقوسٌ يدقّ ويُبرق

وجنوده قد نفذوا ما قاله
والحق أنك بينهم تتحذلق

دعْ عنك عجرفة يُسيئك رسمُها
واطرحْ - مِن الجلساء - مَن يتملق

ها قد نصحتك ، والمهيمنُ شاهدي
فاعقل ، ولا يُطغِيك جهلٌ مُطبق

© 2024 - موقع الشعر