الرويبضة - أحمد علي سليمان

اجهرْ بالصوت المِجعارِ
واستدركْ كل الأغرارِ

واقمعْ مَن تلقى مُكتفياً
في اللقيا باللفظ العاري

واستفززْ مَن يبغي الفتيا
وأصرَّ تمام الإصرار

واستنشقْ أبخرة السوآى
واجترَّ سَرابَ الأخبار

واستحلبْ أثداء الفوضى
واضربْ - بالطبلة - في الزار

وانطقْ - في القوم - بلا خجل
وانظرْ من كُوَّة بَشار

واقطعْ في الأمر تناقشه
وانشط في سوق الأفكار

وانشرْ - في الناس - خزعبلة
وارتجل الفتنة في الدار

وامتحن الخَلق بما تهذي
وانهضْ في الساحة للثار

واصدعْ بالزيف علانية
واستلفتْ كل الأنظار

لن تفلح فيما تنشده
وستُحرقُ يوماً بالنار

وستلقى العُقبى عاصفة
تغتالك مثلَ الإعصار

وستوأدُ فتنتك الكبرى
وسيُصبَغ وجهك بالعار

وسيُمحى تخريفُ سفيهٍ
تابعه بعضُ الأشرار

وستمضي - في الدرب - وحيداً
لتُعانيَ طول المشوار

وستُمنح ألقاباً شتى
بفعال صُبغتْ بالعار

وسيُكشف أمرُكَ في ملأ
وستُهتك كل الأستار

ليراك الكل رويبضة
تضرب - للجوقة - بالطار

أو تعزف لحناً منهزماً
بكمانك ، أو بالقيثار

أو تنفخ في الناي ، وتلهو
وتعاود نفخ المزمار

أو تهزل ، لا تدرك هدفاً
بل تحمل أعتى الأوزار

أو تعرف قدرك في هَمَج
كم رفعوا شأن الفجار

لن يَهزم مثلك صحوتنا
واستقريء بعض الآثار

يُخبرْك التاريخُ بأنا
نقتحمُ خِضَمَّ الأخطار

ونحققُ نصراً مؤتلقاً
بمعونة رب قهار

ونصول فتنفتح الدنيا
باسم المتعال الجبار

والله سينصر شِرعته
فاللهُ وليُّ الأخيار

© 2024 - موقع الشعر