الراشد فقيها - أحمد علي سليمان

إذا ذكِرَ الفقيه أخذتُ نفسي
بوافر علمه ، وحفزتُ رأسي

وجئتُ مفرّغاً عقلي وقلبي
لينشغلا بدرس بعد درس

وفي كفي اليراعة كم أعدتْ
وبين يديَّ مِحبرتي وطِرسي

لأبحِر في بحار العلم حيناً
وأترعَ - من معين الرشْد - كأسي

وأهلُ العلم قد نفعوا البرايا
بما زرعوه مِن نبتٍ وغرس

وما بخلوا - معاذ الله - يوماً
وما باعوا الذي علموا بفلس

وإن (الراشد) المِفضال منهم
فقد نفع الورى من كل جنس

تقيُّ الفكر ، نحريرٌ فقيه
وذو رأي ومنقبةٍ وإرس

وحدس في البصيرة مستنيرٌ
ووزنٌ للأمور بكل كَيْس

ورؤية عبقري ذاتُ معزى
وآمالٌ تغرّدُ دون يأس

وعلم بالأدلة قد تحلّى
ويسري نوره كشعاع شمس

ونورٌ في المقاصد والنوايا
يُبدّدُ بالهدى أهواء نفس

وألفيتُ (الرقائق) كالثريا
وقد نسجتْ بكل تقىً وأنس

وتتحفها (العوائق) في دلال
بأفكار خلت من أي دَس

و(منطلق) الكتائب قد تجلى
وقد بدتِ (المعالمُ) دون لبس

و(آفاق الجمال) لها ثيابٌ
تلف (المنهجية) بالدمقس

و(فقهٌ لاهب) يُزكِي الأماني
ويسكنُ مَن تنطع جوفَ رمس

وتبهرُنا (الأصولُ) بمحتواها
وأغلفةٍ تضاهيء حفل عرس

ألا حفظ المهيمنُ عبقرياً
تصدى للطغاة بكل بأس

وأرشدَ صحوة الإسلام يرجو
نقاءَ الصفّ من خلطٍ وحَيْس

وجاهدَ باليراع يريدُ جيلاً
يواجه كيد شيطان وإنس

وكم أعطى يُحَذر ما سيأتي
ويربط حاضر الدنيا بأمس

رعاه اللهُ من أستاذ جيل
تبدّى في الدياجر مثلَ شمس

© 2024 - موقع الشعر