يرثي فقيهاً - ابو العلاء المعري

غير مجد في ملتي واعتقادي
نوح باكِ ولا ترنم شادِ

وشبيهٌ صوت النعي إذا قي
س بصوت البشير في كل نادِ

أبكت تكلم الحمامة أم غن
نت على فرع غصنها الميادِ

صاح هذي قبورنا تملأ الرح
ب فأين القبور من عهد عادِ

خفف الوطء ما أظن أديم الأ
رض الا من هذه الأجسادِ

وقبيح بنا وأن قُدم العهد
هوان الآباء والأجدادِ

سر إن استطعت في الهواء رويداً
لا اختيالاً على رفات العبادِ

رب لحدِ قد صار لحداً مراراً
ضاحك من تزاحم الأضداد

ودفينٍ على بقايا دفينٍ
في طويل الأزمان والآبادِ

فاسأل الفرقدين عمن أحسا
من قبيلٍ وآنسا من بلادِ

كم أقاما على زوال نهارٍ
وأنارا لمدلجٍفي سوادِ

تعبٌ كلها الحياة فما أعجب
إلا من راغب في ازديادِ

إن حزناً في ساعة الموت
أضعاف سرورٍفي ساعة الميلادِ

خلق الناس للبقاء فضلت
امةٌيحسبونهم للنفادِ

إنما ينقلون من دار أعمال
إلى دار شقوةٍ أو رشادِ

© 2024 - موقع الشعر