الحياة أخذ وعطاء! (صديقي سمير خميس) - أحمد علي سليمان

لك السبقُ في الإكرام يا خِيرة الصحبِ
فأغناك - طولَ الدهر - مِن فاقةٍ ربي

وأبقاك ذخراً للصحاب ونجدة
ولا عشت يوماً في لظى موقفٍ صعب

وأبدلك المولى - مِنَ الضيق - فرْجة
ومِن عُسرةٍ يُسراً لمنفعة الركب

وعافاك مما نال غيرك مِن أذى
وصبّ عليكم خيره غاية الصب

وأعطاك ما لم تحتسبْه لحيظة
على ما تجودُ اليومَ طوعاً على الصحب

رسالتك العصماءُ هزتْ خواطري
فدفتْ لها الأشواقُ في النفس والقلب

وداعبتِ الآمالَ في روح شاعر
فأنشد فيها الشعرَ مِن باعثِ الحب

فقد فاجأتني بالتحايا وبالمُنى
وبالشيء في الأوهام ، أو عالم الغيب

فهل كان حُلماً أن أطالع ما بها؟
أم احتارتِ الأحلام إذ أقبلت صوبي؟

تأملتها في التو أسبُرُ غوْرَها
فألفيتها تجتث مِن داخلي كربي

وأسلوبُها عَفُ العبارة وادعٌ
وألفاظها الشهباءُ تأخذ باللب

إلى كل معروفٍ تناهى سياقها
فكاتبُها الميمونُ مِن رفقة الدرب

مَحَكّ تلاقينا الكتابُ وسُنة
وحبٌ على نور وتقوى مِن الرب

وكنا تناصحْنا بكل صراحةٍ
وكلٌ هَدَى للحق خِلاً بلا ريب

وكنا تعاملنا بأسمى نزاهةٍ
وشِدْنا بلا زيفٍ ، وقلنا بلا كِذب

وذدْنا عن الدين الحنيف تعبداً
وسِرنا بلا كدٍ ، وعُدنا بلا نصب

وكم كان حولي مِن رفاق وشِلةٍ
فذو خصلةٍ تُزري بحُر وذو عُجْب

وما اخترتُ إلا أنت خِلاً مُسامراً
يُبادلني حب الصديق بلا إرب

وإمّا ارتكبتُ الذنبَ آسى ترهّلي
بأخذٍ على الأيدي لأخلص من ذنبي

واسأل برأس الخيمة الصحب كلهم
يُجيبوك أن الجد في العيش مِن دأبي

لذلك ما اخترتُ الكسالى صَحَابة
وحسبي مِن الهلكى مُجاملتي ، حسبي

ويكفي (سمير بن الخميس) مُنادماً
لتقويم مُعْوج ، وتخلية العيب

© 2024 - موقع الشعر