الحق بين ظلم الأب وعدل الأخ - أحمد علي سليمان

لا تخافي ، إن الردى أن تخافي
واستريحي من سَوْرة الإجحافِ

كم نصحتُ ، لكنْ أبوكِ تعامى
ورماني ببعض الاستخفاف

قلتُ: كلا ، فقال: هذا مرادي
قلت: ظلمٌ ، واعمدْ إلى الإنصاف

فتمادى فيما ارتآهُ صواباً
وهْو جورٌ ، مصيرُه غيرُ خاف

فانطلقتُ إلى الأقارب سعياً
علني أحظى في اللقا بالتصافي

فإذا بي ألقى التواطؤ منهم
واتهِمتُ بأنني المتجافي

فانتويتُ رد الحقوق رضيَّا
إن هذي طبيعة الأشراف

أنتِ أغلى من كل أرض ومال
ما على هذا القول أيّ خِلاف

ورضاءُ الرحمن أفضلُ زادٍ
تلك كانت وصية الأسلاف

فخذي يا أختي الحبيبة حقاً
ضاع بين التغرير والإرجاف

ثم كوني على الدوام ملاذي
بعدُ يا مقرورة الأوصاف

جنبينا ناراً تحرِّق جيلاً
ودماءً تراق بالأسياف

وحرامٌ على القرابة حيفٌ
فيه تبقى الأرحامُ كالأضياف

تذكُرين مذ كنتُ شبلاً صغيراً
طيّبَ القلب ، أزدهي بعفافي

وأنا اليومَ مثلُ أمسي وأحلى
وأراكِ في مهجتي وشغافي

© 2024 - موقع الشعر