الحجاج تذِله امرأة - أحمد علي سليمان

رِدِ المتاهات ، إنها السُننُ
وعشْ ذليلاً تُذيبك المِحنُ

فكم سفكت الدماء مُعتبطاً
وكم أطلتْ - بظلمِك – الفتن

وكم قتلت الأنامَ في شُبَهٍ
والكل مستأسرٌ وممتحن

وكم تلذذت إذ تعذبهم
فجالدوا مَن بغى ، وما وهنوا

لم يُشمِتوا حاقداً يناولهم
كأسَ الشقا ، مهما طفّتِ الإحَن

بل لقنوك الدروسَ لها
عَرضٌ بديعٌ مُنمَقٌ حَسَن

لكنّ (هنداً) سقتك نقمتها
بين الوصيفات ، حبذا العَلن

ورحبتْ بالطلاق مؤثرة
أيومة عِزها هو الثمن

وأصبحتْ زوجة مُكرّمة
عند الذي تشتهي ويُؤتمن

خليفة صانها وبجّحها
فزال عنها البلاءُ والشجن

فلم تهن مُطلقاً ، لذا شمختْ
وكيف تسمو الحَصَانُ تمتهَن؟

يا (هندُ) نلتِ التبجيل أجمعَه
وما بكاكِ المَلا ، ولا الوطن

أدّبت عبداً طغتْ مساوئه
وصِيته بالنكال مُقترَن

تاريخه بالجراح مُختضبٌ
فمِثل هذا - بما جنى - قمِن

أسميتِه (الكلبَ) ، والكلابُ تفي
لأهلها ، كم لأكلب مِنَن

أين الوفاءُ (الحجّاجُ) حققه؟
فلتخبرينا إذا غفى الزمن

© 2024 - موقع الشعر