البيوت الحزينة! - أحمد علي سليمان

بيوتٌ تعاني مِن السفسفة
وأصحابُها أدمنوا الفلسفة

يُعشعشُ فيها الهوى والخنا
وأمستْ - على موتها - مُشرفة

وتصدحُ فيها صنوفُ الغنا
بأصوات إيقاعه المُقرفة

وتسبحُ في أمسيات الزنا
ويَجرفها الدعرُ بالمِجرَفة

وتُخطئ إن عبتَ أصحابها
فكلٌّ تسلّح بالعجرفة

وتسأل: كيف انحدرتم إلى
حضيض التحلل والسفسفة؟

وكيف انزلقتم إلى عالم
دياجيرُه فجّةٌ مُتلفة؟

وكيف اكتويتم بنيرانه؟
ألا إنها خيبةٌ مؤسفة

لماذا البيوت قلتْ وحيها
ونورَ الشريعة والمعرفة؟

لماذا نسجتم لها حتفها
بما تشتهي الأنفسُ المسرفة؟

فباتت - بأناتها - تشتكي
حماقاتِ أصحابها المُجحفة

ويلتهمُ الحزنُ أرحابها
ويَحبسُها في أتون السفه

فيا قوم هيا أعيدوا لها
نضارتها الغضة المتحفة

بذكر المليك ألا فاقرأوا
بترنيمةٍ عذبةٍ مُرهفة

وخلوا الفساد لأهل الهوى
ليُخرب أفئدة مرجفة

© 2024 - موقع الشعر