بناء البيوت وبناء النفوس - أحمد علي سليمان

بناءُ النفس ديدنُ مَن تسامى
وقام بحق خالقه قياما

وآثر أن يعيش له فخارٌ
وإن جهل المُغفل ، أو تعامى

وجاهد - في الحياة - بلا مَلال
وخط الدرب ، واجتاح الظلاما

ونُصبَ العين قد رسم المعالي
ولم يعبأ بتخذيل الندامى

وعلمَ نفسه التقوى لترقى
وصاحب من تعفف ، واستقاما

وألزمها اتباع الحق نهجاً
وفاصل - في مسيرته - الطغاما

وهذبها ، فلم تأت الدنايا
وأدّبها ، فلم تكسِب حراما

وروَّضها على ترك الخطايا
ولو لم تمتلك إلى الحُطاما

وأصحاب البيوت لهم سُعارٌ
وإن ملكوا المدائن والزماما

ولو بالدُّر قد ملئتْ نعالٌ
وإن وطئتْ بثروتها الغماما

ستبقى رغم سطوتها نعالاً
وتجترّ النجاسة والرّغاما

ويوماً في القمامَة سوف تُرمي
وقد تُهدى تِباعاً لليتامى

وإن الجُودَ – بالأموال - فضلٌ
ويحيا - من يجود بها - هُماما

© 2024 - موقع الشعر