الإسلام ديوان العرب - أحمد علي سليمان

إسلامُنا الديوانُ ، لا الأشعارُ
فتأملوا ما قلتُ يا سُمّارُ

فبهِ تُقاسُ حياتنا ومماتنا
إذ إنه المقياسُ والمِعيار

وبه نُعلَّم كيف نعبد ربنا
لنكون حيث يريدنا الغفار

وبه تُقادُ مسيرة نحو العلا
وبه تُعطّر بالفلاح الدار

وبه نسالم مَن نسالم رغبة
في الخير ، ما في صفنا خوار

وبه نعادي مَن نعادي حِسبة
لله ، مهما استبسل الأشرار

وبه نجاهد كي نُبدّد فتنة
ويُهيمنُ الإسلام لا الكفار

وبه يُعامِل بعضنا بعضاً بلا
ظلم ، فنحن بديننا الأخيار

وبه نعيش يعُم عيشتنا الهنا
وبه يزول الحقدُ والأوضار

هو قد أقام المجدَ للأعراب في
دار تولى أمرَها الفُجار

هو قد أقام حضارة روحية
شهدتْ بها الأجيالُ والأقطار

وأقام دولتهم ، وعظّم شأنهم
فغدا لهم بين الورى مقدار

وأمدَّهم - صدقاً - بأعظم قوةٍ
قهرتْ طغاة عربدوا وأغاروا

منه استقوْا أخلاقهم وحياتهم
وتناقلت أمجادهم أخبار

والدارُ تشهد والخلائق كلها
ولقد حوتْ حسناتِهم أسفار

إسلامهم فعلاً غدا ديوانهم
وبما أقول تحدثتْ آثار

والشعرُ جزءٌ مِن بديع بيانهم
فبه يذود عن الهُدى الأبرار

لكنما الإسلامُ قُلص دورُه
فإلى جوار الآي ما الأشعار؟

قد صار هذا الدينُ مصدرَ عزنا
والشعر جُنديٌّ له مِغوار

فالدين ضمَّن ما الأعاربُ أنجزوا
والنص - في قرآنه - هدار

والسُّنة الزهراء سجلتِ الخُطا
نحو المكارم شادها الأحرار

فخرٌ لهم أن الهُدى ديوانُهم
إن طاب للعُرْب الكِرام فخار

بُنيان مجدٍ ، والحضارة أسُّه
وبُناتُه الرئبالةُ الأطهار

لا يَعبدُ الإنسانُ فيها غيره
فإله كلِّ واحدٌ قهار

© 2024 - موقع الشعر