أعرابية في عصر الإنترنت! - أحمد علي سليمان

ضجّتْ كثيراً وصاحتْ
لمَا ترى مِن فضوحِ

فعبّرتْ عن رؤاها
بكل حرفٍ فصيح

وقلّبتْ مُقلتيها
حتى ترى ما توارى

وأسفرتْ بكلام
عن غيظها في وضوح

تألمتْ واستشاطتْ
قالتْ: حرامٌ وربي

قال: اسكتي وأريني
وزايلي واستريحي

وكفكفتْ عَبراتٍ
غربية لا تبالي

باعت أريج صِباها
بدتْ بجسم مليح

لها قوامٌ نحيلٌ
كأنه أفعوانٌ

ما للجمال حدودٌ
كم ذا له من جموح

عُرْيٌ يروحُ ويغدو
وغادة تتلوى

مثل الأفاعي تماماً
سلوى الفؤاد الجريح

مثل النسيم حَلاها
وكالهتيف صداها

رضابها قطراتٌ
كالزعفران الصبيح

والشعر مثل لجَين
والدُر فيه دفينٌ

ذي باختصار ملاكٌ
يفوق كل مديح

قالت: ضللتَ كثيراً
وقلتَ كل سخيفٍ

وفهْتَ زوراً وطيشاً
وقلت كل قبيح

ذاك الجمال رخيصٌ
فكل عين تراهُ

يُباع بالفلس بَخساً
وكم به من فضوح

تقول: ذلك حسنٌ
وغادة وقوام

فالحسْن ما يتوارى
خلف التقى والصروح

إلا عن الزوج والأه
ل الكرام فيبدو

حسْب الشريعة ، لا حسْ
ب الضلال الصريح

صدقتَ هذي أفاع
في دورنا تتلوى

تُميتُ كل عشيق
كم ذا لها من فحيح

ما قال ذلك شرعٌ
ولا نبيٌ رسولٌ

ولا عقولٌ تسامت
وليس قولَ المسيح

ضلوا كثيراً وحادوا
وقد أضلوا الخزايا

ممن تعامى صريعاً
كم أحدثوا من قروح

واستسلموا للمنايا
في كل صُقع ووادٍ

والجاهلية شرعٌ
تعروه أخزى شروح

فاهجرْ سُفول الغواني
لأنهن زوان

واذكرْ رقاداً وَشيكاً
يا صَاحبي في الضريح

© 2024 - موقع الشعر