أصنام وعاكفون - لو عبد الله هؤلاء العاكفون - أحمد علي سليمان

حَطمَ الأصنامَ البشيرُ النذيرُ
ثم عادت لها نباحٌ جهيرُ

صمتتْ دهراً في حياة عبيدٍ
في دروب الشرك الجليّ تسير

صمموها - من الصخور - افتراءً
وحلا – للمستهزئين - الصفير

جعلوها في كعبة الله قسراً
والخزايا - حول الصخور - تدور

صنعوها من التمور ، فلما
أذن الجوعُ التُهِمَتْ ذي التمور

كيف صاغوا معبودهم دون وعي؟
صار دِيناً هذا الضلال الحقير؟

ثم زالت أصنامهم ، واستبيحتْ
وهداهم هذا البشيرُ النذير

ثم صاروا بالهَدي أطيب قوم
وجمالُ الإسلام حقاً قرير

ثم عادت أصنام أهل التردي
في زمان يَحار فيه البصير

كل بيتٍ أصنامه شاخصاتٌ
تعرض القبح ، والقطيعُ يمور

زُخرفتْ أصنام الغفاة ، وبيعتْ
والقطيعُ - عن الرشاد - ضرير

عاكفٌ يرجو متعة وانشراحاً
بالمعاصي ، هذا بتلك جدير

ألهذا الدرك البئيس تردى
في بيوت كأنهن قبور؟

هل سبيل إلى النجاة ، فنعلو؟
هل يعود - إلى الحياة - الضمير؟

هل نرى للأصنام يوماً مريراً
ونراها - من التحدي - تبور؟

© 2024 - موقع الشعر