وَقَهوَةٍ يُجتَلى السُرورُ بِها - صفي الدين الحلي

وَقَهوَةٍ يُجتَلى السُرورُ بِها
وَتَنجَلي بِاِنجِلائِها الكُرَبُ

جَلَوتُها وَالخُطوبُ غافِلَةٌ
وَقَد تَجَلَّت في أُفقِها الشُهُبُ

وَبِتُّ أُغري بِها أَخا صَلَفٍ
قَد نَشَّفَتهُ الدُروسُ وَالكُتُبُ

باتَ بِرُغمي ضَيفاً لَدَيَّ ولا
يَعلَمُ أَنّي بِمِثلِهِ تَعِبُ

فَقالَ لي مُغضَباً لِيُرشِدَني
مِثلُكَ لا يَستَخِفَّهُ الطَرَبُ

فَقُلتُ هَلّا رَأَيتَ صَيغَتَها
كَأَنَّها في الزُجاجِ تَلتَهِبُ

وَطَعمُها لَو عَرَفتَ لَذَّتَهُ
لَزالَ عَنكَ الوَقارُ وَالأَدَبُ

نُطفَةُ كَرمٍ فُوَيقَها حَبَبٌ
كَأَنَّهُنَّ الرَضابُ وَالشَنَبُ

فَاِزدادَ يُبساً وَقامَ مُمتَعِضاً
وَلاحَ فيهِ النَفارُ وَالغَضبُ

وَقالَ لا ذُقتُها فَقُلتُ لَهُ
مِن مِثلِ ذا اليُبسِ يَحدُثُ الجَرَبُ

© 2024 - موقع الشعر