مَجَازُ المَفازِ - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
---------
 
مَجَازُ المَفازِ
----------
1-هَاتِ المَجَازَ إلى المَفَازِ دَلِيْلا
فالقَلْبُ قَفْرٌ مَرَّ مِنْهُ عَلِيْلا
 
2-تِلْكَ الحَيَاةُ تَنافَسَتْ في جَوْرِنَا
لَوْلَا المَمَاتُ لَمَا وَجَدْتَ رَحِيْلا؟!
 
3-فالنَّفْسُ صَاغٍ مِنْ حُلِيِّ كَبِيرَةٍ
والجِنُّ تُبْهِرُ في المَصُوْغِ نَزِيْلا
 
4-والقَصْدُ أَكْبَرُ مِنْ حَلاةِ صَغيرَةٍ
تَحْلُوْ بِعَينٍ لا تَرَاهُ بَدِيْلا
 
5-سِرْ في صِرَاطِ النُّوْرِ واتْرُكْ عَاصِيًا
غارَتْ بهِ قَدَمُ الظَلامِ خَلِيْلا!
 
6-سُنَنُ الذينَ خَلَوا حَقِيقَةَ عِلْمِكُمْ
أَعْتِقْ أَسِيْرَ الفَهْمِ تَنْجُ سَبِيْلا
------
7-كَمْ أَوْعَزَ العُقَلاءُ قَبْلِي حِكْمَةً
وَصَلَتْ إليكَ فَما سَمِعْتَ أَصِيْلا
 
8-كُنْ ما تَشاءُ فَأَنْتَ تَبْقَى أَحْمَقًا
تَأْتِ الهِدايَةَ لَمْ تَجِدْ تَحْوِيْلا!
 
9-في بَعْضِ ظَنِّ المَرْءِ سُوْءُ عِنايَةٍ
في حَقِّ مِيْزَانِ العُقُوْلِ عَجُوْلا
 
10-يَحْقِرْ أَخَاهُ على خِلافِ بَصِيْرَةٍ
يُرْدِيهِ مِنْ قِمَمِ الغَباءِ قَتِيْلا!
 
11-تَبَعِيَّةُ الأحْقادِ جُرْمٌ مُهْلِكٌ
حَالَتْ بِنَا فِرَقًا تَصِيْدُ خَذُوْلا
 
12-قَدْ رَجَّحَ الإيْمانَ قَلْبًا خاسِرًا
نَبَضَ السَّوَادَ فَسَفَّهَ التَّأْوِيْلا
 
13-سَمِعَ التَّوَاتُرَ عَنْ ضَلالَةِ مَحْتَدٍ
ماعادَ يُنْصِتُ للرَّسُوْلِ مَقِيْلا
 
14-إِلَّا مَقالَةَ غَادِرٍ في صِدْقِهِ
حتَّى رَأَى وَجْهَ الكَذُوْبِ نَبِيْلا!
 
15-قَلَبُوا الجِنَانَ مَدَاخِلاً ومَخارِجًا
وضَعَوا لَها أقْفالَهُمْ تَوْكِيْلا!
 
16-ما زَالَ يَلْعَنُ في النَّمِيْمَةِ صُحْبَةً
تَرَكَ العَمائِمَ تَمْتَطِيهِ عَوِيْلا!
 
17-لَمْ يَعْتَمِلْ في العَقْلِ جُهْدَ تفَكُّرٍ
غَبَنَ الفُؤَادَ فَلَنْ يَرَاهُ عَدُوْلا!
 
18-حتّى إذا مَسَكَ اليَقِيْنَ بِشَرْدَةٍ
شَرَدَ اليَقِينُ عَنِ القَطِيعِ مَلُوْلا!
-----
19-يارَبُّ: صَحْبٌ للرَّسُوْلِ وأُمُّنا
تُنْهَكْ بِهِمْ حُجُبُ الحَيَاءِ ثَقِيْلا
 
20-رَفَعَ الجَلِيلُ مَقامَهُمْ في مُحْكَمِ
التَّنْزِيْلِ.. يَمْدَحُهُمْ رِضًا وقُبُوْلا
 
-----
21-رَمَضَانُ آتٍ يا كَرِيمُ فَدَاوِنَا
مِنْ شَرِّ أنْفُسِنَا بِهِ تَبْتِيْلا
 
22-واهْدِ العُصَاةَ فَقَدْ أثارُوا فِتْنَةً
زَادَتْ بِهِمْ طُرُقُ المَظَالِمِ وَيْلا
 
23-أَخْرِسْ لَهُمْ لُسُنَ الأفاعِي، سُمُّها
نَفَثَتْ بِهِ في العَالَمِيْنَ طَوِيْلا
--------
 
24-اِسْمَعْ نَصِيْحَةَ غَارِقٍ في نِعْمَةٍ
فالحَمْدُ بالِغُ حَدِّهِ تَرْتِيْلا
 
25-إنَّ الأَمَانَ إذا لَقِيتَ بِمَبْعَثٍ
عَدْلَ الإلَهِ بِأْنْ تَكُوْنَ ظَلِيْلا
 
26-يا عَاقِلاً.. اِحْذَرْ مَطامِعَ أُمَّةٍ
سَحَقَتْ يَدُ الأصْحَابِ مِنْها ذَيْلا
 
27-يَدُهُمْ مَعَ الصَّهْيُونِ مُنْذُ خُرُوْجِهِمْ
تَغْزُوا نَهَارًا والمَكائِدُ لَيْلا!
 
28-قَصَدُوا مُحارَبَةَ اليَهُودِ بِظاهِرٍ
بَطَنُوا العَدَاءَ لِيَعْرُبٍ تَقْتِيْلا
 
29-الفِرْقَةُ الضُلاّلُ مَبْلَغُ حُلْمِهِمْ
هَدْمُ العَقِيدَةِ سُنَّةً وأُصُوْلا
 
30-لِتُعِيْدَ لِلأَوْثانِ شِرْكَ إِلاهِهِمْ
حَتّى يَنالُوا مِنَ المَجُوْسِ جَزِيْلا!
 
31-لَبِسُوا السَّوَادَ، وكُلَّ يَومٍ جُثَّةٌ
مِنْ غَابِرٍ أَضْحَى لَهُمْ مَقْتُوْلا!
 
32-عَادُوا يَسُوقُونَ الحِدَادَ بِمَحْفَلٍ
فالمَوْتُ حَيٌّ يَشْتَهِي التحْفِيْلا!
 
33-رَضَعَ الفَسَادَ مِنَ الدِّمَاءِ فَطِيمُهُمْ
لا يَرْتَوي ذِئْبُ الخِصَالِ خَجُوْلا !
 
34-لَوْ يَعْلَمُوا مِنْ أَيِّ نَسْلٍ أَصْلَهُمْ
لَبَكَوا كَثِيرًا ما لَقَوا تَجْمِيْلا!
 
35-غَرِقَتْ بِهِمْ سُفُنُ الظَّلامِ فَما اهْتَدَوا
سُلِخَتْ لَهُمْ سُبُلُ الهُدَى تَضْلِيلا
----------
36-هُمْ يَعْمَلُونَ على مُخَطَّطِ جُرْمِهِمْ
رَسَمُوا الفُرَاتَ هِلالَهُمْ والنِّيْلا
 
37-لمّا رَأَوا أنْ لا سَبِيْلَ لِفَتْكِهِمْ
إسْلامَ أُمَّتِنَا أَقامُوا غُوْلا!
 
38-لنْ يَسْمَحُوا مِنْ حَاكِمٍ في أَرْضِنَا
إلَّا يَبُوْسَ نِعَالَهَمْ تَبْجِيْلا!
 
39-هَيْهَاتَ نَنْهَضُ مِنْ رَغامِ مَذَلّةٍ
إلَّا بِمَاسِكِ شِرْعَةٍ مَسْؤوْلا!
----------
40-لَوْ تَعْرِفِ الدَّايَاتُ حُسْنَ مُحَمَّدٍ
لَخَتَمْنَ أرْحَامَ الإِنَاثِ رَسُوْلا!!
 
41-إِنْ كَانَ يُوسُفُ بالجَمَالِ مُكَلَّلاً
بِمُحَمَّدٍ كَانَ الجَمَالُ جَمِيْلا!
 
42-صَلّى عَليكَ اللهُ يا نُوْرَ الهُدَى
والآلَ والصَّحْبَ الكِرامَ مَثِيْلا
----------
(42) الكامل
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-6-4-2021
© 2024 - موقع الشعر