أَنَاةُ الصَّبْ بَار(1)

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الملاحم، 12، آخر تحديث

أَنَاةُ الصَّبْ بَار(1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
---------
 
أَنَاةُ الصَّبْ بَار(1)
------
1-أُنَاضِلُ مَهْمَهَ الدَّهْرِ الهَزِيْلِ
ضَمِيْنًا نَقْمَةَ اللَّيْلِ الطَّوِيْلِ
 
2-ثَقِيْلاً بالمَحَامِلِ غَيِرَ وَانٍ
لِتَأْتِيَ عَنْ شِمَالِي مِثْلَ فِيْلِ!
 
3-قَوائِمُهُ تَدُوْسُ على خَيالِي
فغَابَ الظِّلُّ في القَاعِ البَخِيْلِ!
 
4-يَمِيْنُ اللهِ كالجَبَلِ المُعَنَّى
يَقِيْكَ الحَرَّ في المَعْنَى الجَمِيْلِ
 
5-يُعَانِي عَنْكَ أَهْوَالَ الرَّزايا
ويَعْنِي الحُسْنَ في الفَأْلِ الكَلِيلِ
 
6-إلى مُسْتَبْشِراتٍ في هَواهَا
إلى مُسْتَنْكِراتٍ للخَلِيْلِ!
 
7-تُلاعِبُنا حِسَانٌ مِنْ سَوَادٍ
حَسِبْنا خَلْفَهُ قَمَرَ الأَصِيْلِ!
 
8-أَنَاةُ الصَّبْرِ في جَوْفِ الفَيافِي
سَحابِي قَطْرَةُ الدُّرِّ القَتُولِ
 
9-خَسِرْتُ مَعَ الضَّغِيْنَةِ كُلَّ سَيْلٍ
وها أَنْتِ الصَّدِيْقَةُ للطَّفِيْلِ!
 
10-أَوَرْدُ صَوامِعِي شَوْكٌ وصَخْرٌ
فلا زَهْرٌ، ومِسْكي مِنْ قَتِيْلِي!
 
11-تُحِبِّيْنَ الذِّئابَ كَحُبِّ شَاةٍ
رَمَاهَا السَّيْلُ في صَحْنِ النَّزِيْلِ!
 
12-ورَائِحَةُ الكَلامِ تَطِيْبُ نَفْسًا
أَرَاكِ قَرِيْبَةَ النَّفَسِ الذَّلِيْلِ!
 
13-وأُحْجِيَةُ الزَّمَانِ عَلِيْكِ قِفْلٌ
وأُغْنِيَةُ الهَوَى فَتْحُ الطُبُوْلِ!
 
14-ومُرْخِيَةُ السَّتائِرِ وهْيَ وَهْمٌ
كَمُرْخِيَةِ المِشَدِّ على الدَّخِيْلِ!
 
15-وسَاقِيَةُ المَكَانِ بلا عَفَافٍ
لَتَغْرِيْ فائِضَ الوَادِي المَسِيْلِ!
 
16-فإِنْ أَهْوَيْتِ مِنْ جَبَلِي لِوَادٍ
فلا رَفْعٌ لِهاوِيَةِ العُقُوْلِ!
 
17-فَشُرْبِي مِنْ غَمَامٍ بَعْدَ طُهْرٍ
وَغُرْفَةُ ذِرْوَتي كَفُّ النَّبِيْلِ!
 
18-إِلَامَ اسْتَبْدَلَتْنِي الشَّمْسُ حُلْمًا!
حِيَالَ سُقُوْطِهِ في المُسْتَحِيْلِ؟
 
19-ولا العَصْرُ الخَجُوْلُ بمِثْلِ حَرْفِي
أَهُشُّ بِهِ على زَمَنِ الرَّحِيْلِ!
 
20-ولَنْ تُبْرَى خَسَارَةُ قَلْبِ صَبْرٍ
فلا شَوْكٌ بلا دَحْرِ العَذُوْلِ!
 
21-ولو غَرِقَتْ مَسَامُ الرَّمْلِ عِشْقًا
فإنَّ البَحْرَ صَحْرَاءُ الذُّهُوْلِ
 
22-تَرَاكِ الصِّدْقَ فِيْكِ بلا مَعانٍ
هَلُمَّ لَكِ الوَفاءَ بلا دَلِيْلِ!
 
23-بَخٍ بَخْ؟ مِنْ عَزِيْزٍ مُسْتَضافٍ
يَلُوْكُ حَياءَهُ نابُ الضَّئِيْلِ!
 
24-ولَوْ كَانَتْ كِنايَتُهُمْ حُكَاءً
تَمُرُّ خُيُوْلُنَا عِبْرَ الشَّلِيْلِ!
 
25-وصَوْتُ الحَرْفِ لَمْ يَعْرِفْ سِوَانَا
تَمَيَّزَ في فَرَاسَتِهِ صَهِيْلِي!
----------
(25)الوافر
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-13-5-2022
© 2024 - موقع الشعر