لَعْنَةُ الشِّعْر(1)

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الملاحم، 16، آخر تحديث

لَعْنَةُ الشِّعْر(1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
---------
 
لَعْنَةُ الشِّعْر(1)
---------
1-أَيُّها الشِّعْرُ الذي قَدْ صِرْتُ أَنْتَ!
أَيْنَ قَلْبِي؟ جَسَدِي فيما أَخَذْتَ؟
 
2-أَيْنَ دَارِي لا بَدِيْلاً عَنْ وُجُوْدِي
حَيْثُما أَسْكُنُ فالنَّازِلَ كُنْتَ!
 
3-لَيْسَ عُنْوانِي غَرِيْبًا عَنْ سُؤَالِي
وجَوابُ الكُلِّ أنِّي مَنْ سَأَلْتَ!
 
4-أَيْنَ ثَقَّابُ اللَّيَالِي في فَضَاءٍ
سَافَرَ العَقْلُ فُتَاتَ الجِسْمِ حُزْتَ
 
5-وتَخِيْطُ الكَوْنَ أَطْرافَ رِدائِي
مِنْ عَقِيْقِ النَّجْمِ سِحْرًا قَدْ لَبِسْتَ
 
6-تُمْسِكُ المَاضِي وأشْباحَكَ هَلْكَى
داخِلَ الأزْمانِ بالنَّشْوَى حَلَلْتَ
 
7-في نَجِيْعِ السَّمْعِ أَنْغامٌ تَوَالَتْ
نَبَضاتِ الحَرْفِ في الحِسِّ خَفَقْتَ
 
8-فتَناهَتْ خَطَراتٌ في قُلُوْبٍ
مُنْتَهَى الإِيْحَاءِ في العِشْقِ بَلَغْتَ
 
9-ثَمَّ جُوْعٌ لا يُبَالِي مِنْ صِيامٍ
من جَنِيْنِ القَلْبِ تَكْرارًا حَمَلْتَ
 
10-وأَبَاهُمْ وأَنَا كَيْفَ أُنَادِي؟
لَسْتُ مَوْلُوْدًا مَتَى عَنِّي وُلِدْتَ؟
 
11-لَمْ يَعُدْ في طَاقَتِي حَمْلُ غِيَابِي
لَمْ أَعُدْ في عَالَمِي ماذا وَجَدْتَ؟
 
12-تَشْبَحُ اليَوْمَ على خَطْوِي صَبَاحًا
تَجْلِدُ الدَّهْرَ.. دِمَائِي ما شَبِعْتَ؟!
 
13-وأَتَوْنِي في عِشَائِي مِنْ بُكَاءٍ
وقَمِيْصُ الكِذْبِ مِنْ ذِئْبِي أَكَلْتَ!
 
14-لَمْ أَعُدْ وَالِدَ طِفْلِي مِنْ سِنِيْنٍ
لَمْ أَعُدْ زَوْجًا سَلِيْمًا لِمَ عُدْتَ؟
 
15-في سُجُوْنِ الحَرْفِ أَزْدَادُ خَيَالاً
كَمْ خَيَالٍ في سَوَادِ السِّجْنِ صِرْتَ؟
 
16-وقُيُوْدِي تُنْبِتُ الظِّلَّ حَدِيْدًا
هَلْ بَرَاكِيْنُ المَنَافِي ما وَعَدْتَ؟
 
17-أَتْكَأَتْ أذْرُعَ أَمْواتِ فِرَاشِي
مِنْ حَصِيْرِ اللَّيْلِ جَنْبًا واتَّكَأْتَ!
 
18-أَسْحَبُ الأُصْبُعَ مقْطُوْعَ الأَيادِي
تَنْزِفُ الحُلْمَ رَغِيْفًا ما اسْتَطَعْتَ!
 
19-ما اسْتَطَعْتَ الحُبَّ حَقًّا غَيْرَ حُوْرٍ
لا مُتَاحًا في وُجُوْدِي ما حَبُبْتَ!
 
20-دامَ شَوْقِي وغَرَامِي وعَذَابِي
واسْتَدَامَ الفَقْدُ في عُمْرِي ودُمْتَ
 
21-ما اسْتَطَعْتَ اللُّقْمَةَ الجَوْعَى قَرَيْبًا
زَادَ جُوْعِي عَنْ فَقِيْرٍ ما انْتَهَيْتَ
 
22-اِعْصِنِي أَعْصِكَ فالبُعْدُ تَلاشَى
واغْوِنِي ما دُمْتُ حَيًّا ما عَصَيْتَ!
 
23-حِكْمَةُ التَّارِيْخِ في شَمْسِ القَوَافِي
غابَتِ الأَفْهامُ عَنَّا فانْخَسَفْتَ!
 
24-لَعْنَةُ الشِّعْرِ سَلامٌ في جَحِيْمٍ
وجَحِيْمًا في سَلامٍ قَدْ لُعِنْتَ!
----------
جديد..(24)الرمل التام
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-6-6-2022
© 2024 - موقع الشعر