نَامُوْسُ الغَرام(1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
----------
 
نَامُوْسُ الغَرام(1)
----------
1-غَرامِي لا يُعَرَّفُ كالغِيابِ
يُقَطِّعُنِي الغَرامُ على السَّرابِ
 
2-أَنامُوْسُ الغَرامِ قُلُوْبُ نارٍ
وبَرْدٍ كالجَحَيْمِ مَعَ التَّبابِ؟
 
3-أَمِ النَّامُوْسُ لا قَانُوْنَ فِيْهِ
أَمِ الأَهْواءُ غَارَاتُ الذُّبابِ!؟
 
4-أَما الإنْسانُ مَجْبُوْلٌ عَلَيْها
أَما الشَّهَواتُ أكْلٌ في شَرابِ!
 
5-أَلَا فَهْمٌ سَقِيْمٌ حيثُ يَرْسُو
فما كُلُّ البِحارِ مِنَ الحِلابِ!
 
6-فكُنْهُ المَاءِ تَطْهِيْرٌ وطُهْرٌ
ولَيْسَ لِرَضْعَةٍ مِنْ ضَرْعِ غابِ!
 
7-وكُنْهُ النَّارِ تَحْرِيْقٌ وحَرْقٌ
ولَيْسَ لِعابِثٍ مُهَجَ الثِّقابِ!
 
8-إلى مَنْ يسْتَبيْحُ هَواهُ عِرْضًا!
فَقَدْتَ لَذَائِذَ العِشْقِ الصَّوَابِ!
 
9-عَفافُ رُجُوْلةٍ لا بُدَّ فَخْرٌ
تَغَلَّقَ عَنْ بَغِيٍِّ مُسْتَعابِ!
 
10-فكُلُّ مَلامِحِ الأطْهارِ عِشْقٌ
تَقَيَّدَ بالطَّهارَةِ والعِقابِ!
 
11-وكُلُّ فَضائِحِ الأنْجاسِ عُهْرٌ
تَفَلَّتَ مِنْ مَحاذِيْرِ الكِتابِ!
 
----------
 
12-لَظَى العُشَّاقِ أَلْهَبَتِ الحَشايا
فصَوَّتَتِ اللُّهابُ مَعَ الثِّيابِ
 
13-إذا ما جِئْتِ عَنْكِ عَفَفْتُ شَوْقًا
ويا وَيْلَ الغِيابِ مِنَ العَذابِ!
 
14-وإذْما تخْطُرِيْ أُصْبِحْ شَتاتًا
لِتَبْدَأَ فِيْكِ أيْتامُ السَّحابِ
 
15-تَجَمَّعَتِ الغُيُوْمُ بكُلِّ جُوْعٍ
وأَرْعَدَتِ النَّوادِمُ تَحْتَ نابي!
 
16-تَلبَّدَتِ الأَمانِي بالنَّوايا
التي سَقَطَتْ مِنَ الثَّغْرِ المُذابِ!
 
17-تَمَرَّغَ في ثَنايا الجِسْمِ ضَوْءٌ
تُعاكِسُ ضاغِطَ الظِّلِّ الزَّوَابِي
 
18-رَأَيْتَ لِضَوْئِهِ هَمْلاً ذَهِيْبًا؟
تَجَسَّدَ فيكِ كالأُنْثَى انْصِبابِي!
 
19-تَرَى الأَلْوانَ تَقْطُرُ حَيْثُ حِبْرِي
فمَازَجَ مُنْتَهَى لَوْنِ الخِطابِ
 
20-فلَوْلا كانَتِ الأَشْواقُ نُوْرًا
لَكُنَّا كالمَلائِكِ في اصْطِحابِ
 
21-يَمِيْنُ اللهِ إنَّكِ بَعْضُ ضَوْءٍ
وكُلُّ الضَّوْءِ في بَعْضِ النِّقابِ
 
22-فزَخَّ الوَجْدَ ثلَّاجُ المَرايا
على النِّيْرانِ بَرْدًا في ضَبابِ
 
23-فلمْ يَرَهُ على القُرْبِ انْتِباهٌ
مِنَ الأَحْياءِ لكِنْ في الْتِهابِ
 
24-فعَادَ الكَبْتُ يَأْكُلُ قَلْبَ عِشْقٍ
بصَمْتِ الرُّوْحِ مَخْفِيَّ الذِّئابِ
 
25-فأوُّلُ صَفْحَةٍ فيها هَلاكٌ
وآخِرُهُا ارْتِقاءٌ في انْقِلابِ!
 
26-فلا دُنْياكَ مِنْ فَرَحٍ وحُزْنٍ
ولا أرْضُ الأَنامِ مِنَ التُّرابِ!
 
27-ولا عَيْنُ النُّجُوْمِ تَنامُ شَمْسًا
ولا قَمَرٌ تَحَجَّرَ مِنْ عِتابِ!
 
28-أَوَجْهُ الماءِ صُوْرَتُها يَقِيْنًا!
فَوَجْهُ الكَوْنِ لِلْوَجْهِ الحِبابِ!
 
29-فيَا مَنْ عِنْدَها قَلْبِي وحُبِّي
ذُنُوْبي في هَواكِ بلا ارْتِيابِ
 
30-أُعاوِدُ في هَواكِ عَظِيْمَ ذَنْبٍ
ويُقْنِعُنِي هَواكِ كَأَنْ ثَوابِ
 
31-وتُمْسِكُنِي المَخافَةُ مِنْ إِلَهِي
فلا فُضَّ الغَرامُ على اغْتِصابِ
 
32-هِيَ الأهْواءُ تَنْحُو دُوْنَ إذْنٍ
فطُوْبَى لِلْعَفِيْفَةِ في الحِجابِ
 
33-كِتَابُ غَرامِكِ المَمْهُوْرُ وَجْدًا
عَفِيْفُ الخَتْمِ أَحْسِنْ مِنْ كِتابِ
 
34-تَجَنَّبْ أَنْ تَكُوْنَ ضَعِيْفَ عَزْمٍ
وتَدْخُلَ لِلْحَرامِ على اخْتِلابِ!
 
35-فقَانُوْنُ الهَيامِ صَرِيْحُ سَهْمٍ
يُصِيْبُ بفاتِكِ اللَّحْظِ المُجابِ!
 
----------
جديد..(35) الوافر
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-23-5-2022
© 2024 - موقع الشعر