هو للناس رحمة - محفوظ فرج

يا مُعَنّى ماذا جَنَيْتَ من الحبِّ وكلُّ العذابِ منهُ ستُجْزى
نظراتُ الحسانِ سقمٌ وَهَمٌّ

لقلوبِ العُشّاقِ توغلُ وَخْزا
وينالُ الغرامُ منهمْ منالاً

يُفْقِدُ المستهامَ فيهنَّ عِزّا
تَيَّمَنّي يا صاحِ مُذْ كنتُ غِرّاً

وتفانى شِعْري إليهنَّ حِرْزا
غيرَ أنّي لم ألقَ فيمنْ تَغَزَّلتُ

وفاءً ما اسطعتُ منهنَّ فرزا
ولذا لم أجِدْ من الحبِّ أمناً

غيرَ حبِّ الرسولِ قد كانَ كنزا
هو للناسِ رحمةٌ وشفيعٌ

وإليهِ كلُّ الفضائلِ تُعْزى
خَصَّهُ اللهُ في كتابٍ كريمٍ

بَزَّ أهلَ البيانِ في القولِ بَزّا
في دعائي: ربِّ الصلاةُ عليهِ

حزتُ فيها ما قد تَرَجَّوْتُ حَوزا
باشتياقٍ يغورُ بينَ دمائي

يقفزُ القلبُ غبطةً فيهِ قفزا
لم أجِدْ لي بما بحثت وشعري

ما أراه مكونا منه مغزى
بَيْدَ أنّي وجدتُ في مدحِ طه

والتفاني مع الأحاديثِ فوزا
ما توالى ذكرُ الرسولِ وإلّا

هَزَّني الشوقُ نحو طيبةَ هَزّا
ربِّ هبْ لي وصلاً إليها فإنّي

خانني الصبرُ في كيانيَ أرزى
بينَ روضٍ ومنبرٍ ومقامٍ

غُرِزَتْ روحيَ المشوقةُ غَرْزا
ولو اني خُيِّرتُ في الموتِ رمسا

لَتَخيَّرتُ تربَ طيبةَ رمزا
د. محفوظ فرج

© 2024 - موقع الشعر