سلام على العبيد - لطفي بن قاسم القالي

سلام على العبيد
من العار أن لا تردوا السلام
إلا بعد أن يأذن لكم الأسياد
لسانكم عضو معطل
مجرد قطعة لحم داخل أفواهكم
لا يعبر إلا بأوامر أسيادكم
سلام على العبيد
وسلامي جاب كل الحضارات
ولم يرد عليه عبد
من عبيد كل العصور
كلهم يتشابهون في طبعهم
والذل عنوان بيتهم
والجبن طبع من طباعهم
كلهم خرس
لا صوت لهم
العبد الذي تبول عليه الفرعون
نفسه الذي تبول عليه بوش اللعين
ينتقل العبيد عبر العصور
كما تنتقل البراغيث
وينتقل ذلهم
كما ينتقل الجراد عبر الحقول
وتنتشر رائحة جبنهم
كانتشار النار في الهشيم
سلام على العبيد
عبيد القرن الواحد والعشرين
ما أجمل اليوم ثيابكم
وما أحلى صوركم
تحررتم على الأقل من أوساخكم
ولكن أين هو صوتكم
أين هو رأيكم
تغير شكلكم
وظلت عبوديتكم كظلكم
ترافقكم تحت شمس الحرية
فاضحة حقيقتكم
كاشفة جوهركم
سلام على العبيد
في عصر التواصل النضالي
صاحت كل الأصوات
قائلة لسنا عبيد
فخرج العبيد
ليعلنوا أنهم عبيد
وأنهم ضد كل تجديد
ورفعوا شعارات التضليل
ونادوا بتعميم العبودية على الجميع
سلام على العبيد
ردوا السلام يا عبيد
اعصوا يوما أمر الأسياد
كسروا ولو لثانية الأغلال
تحرروا من العبودية
تنفسوا الحرية خارج حنجرة الأسياد
سلام على العبيد
هناك قضية مطروحة في الميدان
تهم حقكم في استرجاع حريتكم
هل ستناضلون على حقكم؟
أم ستتنازلون عن شرفكم كعادتكم
وتتركون عوراتكم مكشوفة لسيدكم
سلام على العبيد
أخبروني لماذا أنتم عبيد؟
ولماذا تعشقون الطواغيت؟
لماذا تحبون العبودية؟
صدق ابن خلدون
عندما قال
أزيلوا العبيد قبل الطواغيت
فالعبيد صناع الطواغيت
وجنة كل طاغية خبيث
سلام على العبيد
من المؤسف أنكم عبيد
ومن المؤسف حقا
تواجدكم معنا في نفس المكان
ومن المؤسف أنكم فقدتم حقكم
حتى في رد السلام
© 2024 - موقع الشعر