السيدة النجلاء

لـ عقيل بن أحمد آل بشكور، ، في العتب والفراق، 8، آخر تحديث

السيدة النجلاء - عقيل بن أحمد آل بشكور

أنتِ ياسيّدَتي النَجْلاءُ انتِ
لم تتغيّري .. ولن تتغيَّري
سَتَظَلِّينَ على هذا النحو
ظالمةً ، يغرّرك فتونكِ...
رهينةً بين يديْ ظنونكِ...
مرواغةً..غدّارةً..مُختالةً
وحتى جنونكِ سيظل هو جنونك..
لكن من انا..بدونكِ ؟!...
أَتُرَاكِ مافَكَّرْتي بي...
وأنا المأسورُ في صمت العنابر
في أقسى سجونكِ...
خلف قضبان اللواحِظِ
زنزانتي النجلاء.. يا أنت..عيونك...
 
****
يا عَيْنُهَا النجلاءَ ..
رِفْقاً بالجريحِ
أراهُ أبكَم..مُبهَمٌ عاجز التصريحِ
عجباً لِأمرهِ ...!
ما لهُ ، ما خَطْبُهُ ؟!
مالي أراهُُ كَريشةٍ في الرِّيحِ
رمَيْتِهِ بسهامِ لحَْظُِكِ ، فَأفْتُتِن
وأضْحَى على باب الغرامِ طريحِ
(لكِ) .....أنْ أموتَ صريع حُبُّكِ ،،
إنَّمَا (حَقِّي عليْكِ )
.......بأَن تزوري ضريحي
 
****
يا عَيْنُهَا النجلاءَ ،، ( لَوْلاَكِ )
مانْتَظَرَت قدمايَ هنا طَرْفَةَ عَيْنٍ.
ولا ثَرْثَرْتُ بالأشعار...
ولا أضحيْتُ أشرب لفح الشمس
من ظمأ السنين .. وأرتوي بالنار...
ولا أستنشقتُ أنفاساُ
تَجُرَّ هواءَ هذا الحيِّزِ المخنوق
في أُنبوبِ أعماقي
ولكني وبرغمِ الضيق قد أشْمَمْتُ
ريح المسك في ( أمَلٍ ) عَبَقٍ كان تِرْيَاقي
فدونهُ لم أجِد لكم عبقاً ،،
فَلم تَعْبِق قلوبَكُمُ
فما حَمَلَ النسيمُ سِوى
( عَبَقِ دِمَاءِ خَفّاقي )
 
****
سأغيب عن نفسي ،،
وسَتَغْتَرِب شمسي ،،
في ليلٍ غابرٍ مَنْسِي ،،
وسأتبَخَّرَ من
يَوْمِي ويوْمُ غَدِي ،،
وسأذوبُ من أمْسِي..
فقد آن التنائي
عن مَدَائِنِ ( عَيْنَكِ النجْلاء )
مُمْتَطِياً رِكابَ الجرح واليأسِ..
هذا،، وأحِبُّ أن
أُخْبِرُكِ سَيِّدتي النجلاء ..
أنكِ (أنتِِ).. أوَّلُ الأقطار أسكنها بمن فيها ..
وأنكِ (أنتِ).. آخر الأسفار أعزمها وأمضيها ..
فَعُذراً مِنك...قد أخطئتُ حقّاً
إذ كان مَمْشايَ إليكِ ،،
وعذراً مِنْكِ إن قصّرتُ يوماً
في البكاء حزناً عليكِ ،،
ولَسْتُ أظُن .. أنّ هناك عَمَلٌ قُمْتُ بهِ
على أكمل وجهٍ سوى ..
( حبي ووفائي لكِ ،، وتفاني شوقي إليكِ
وخوفي من ليالِ البَيْن )...
ولم أرى شخْصاً يضاهي الكون
ومن في الكون إلاّ ( انتِ )
فَوداعاً .......يا مَن لَوْلاها
ما وقََفََتْ هنا قَدَمَايَ طَرْفَةَ عَيْنْ.
© 2024 - موقع الشعر