مَظَلَّةُ وَطَن (1)

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الوطنيات، 10، آخر تحديث

مَظَلَّةُ وَطَن (1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
--------------------------
 
 
مَظَلَّةُ وَطَن (1)
-----------
1-مَظَلَّةَ الثَّلْجِ كَيْفَ الدِّفْءُ يَسْتَتِرُ؟
تَحْتَ الخِيامِ وهذا البَرْدُ يَنْتَشِرُ
 
2-لَمَّا يَمُوْتُ ففي أَعْصابِ مُحْتَضَرٍ
مَوْتانِ يا لَهْفَ مَنْ يَفْنَى ويُحْتَضَرُ
 
3-لَيْسَ التَّخَيُّمُ في غاباتِ مُكْتَشِفٍ
كَما التَّخَيُّمُ والغاياتُ تَنْدَثِرُ
 
4-اِبْحَثْ عنِ المُقَلِ البَيْضاءَ في صُحُفٍ
مِنَ الدُّخانِ تَرَ الأَلْعابَ تُجْتَمَرُ
 
5-اِرْمِ السَّلامَ فلا حَيٌّ ولا دَنِفٌ
ولا عَلَيْكُمْ! ولا سَمْعٌ ولا بَصَرُ!
 
6-لَنْ تَعْرِفَ الرَّدَّ مِنْ فَوْقٍ ومِنْ سَفَلٍ
ولا بِحالٍ إذا الرَّدَّادُ يَنْشَطِرُ
 
7-لَنْ تَسْمَعَ الصَّرْخَةَ المَوْقُوْتَةَ انْفَجَرَتْ
في قَلْبِ أُمٍّ وبَحْرُ الدَّمْعِ يَنْفَجِرُ
 
8-لَنْ يُنْجِدُوْكَ بِتَفْسِيرٍ ولو نُخِرَتْ
على الجِباهِ تَجاعِيْدٌ كَما النَخِرُ
 
9-دَعُوا حَياءَ ظِلالٍ غَيْرَ عاكِفَةٍ
يَمُرُّ في أَلَمِ الأَمْجَادِ يَنْصَهِرُ
 
10-دَعُوا رُفاتَ قُلُوْبٍ غَيْرَ هالِكَةٍ
مازالَ في نَبْضِها سُوْرِيُّها الأَثَرُ
 
11-شتَّانَ بَيْنَ أَمانِ الغارِمِيْنَ يَدًا
وبَيْنَ أُمْنِيَةٍ يَسْعَى لَها الحَجَرُ!
 
12-ما بَيْنَ أَرْوِقَةِ النِّيْرانِ مُضَّطَجِعٌ
تَوَسَّدَ النارَ طِفْلٌ عَظْمُهُ الشَّجَرُ!
 
13-وغايَةُ الفَقْرِ أَنْ يَنْجُو بلا خَوَرٍ
وغايَةُ الظُّلْمِ أَنْ يَنْجُو لَهُ الخَوَرُ!
 
14-ويَسْهَرُ اللَّيْلُ في قَبْرِ الهَوَى قَمَرًا
يُغالِبُ الحُزْنَ في بَرْدائِهِ قَمَرُ!
 
15-أبْعِدْ نِياطَ خَذُوْلٍ لَمْ تَعُدْ بَشَرًا
يا ساكِنَ البَيْتِ أَنْتَ الدِّفْءُ والبِشَرُ!
 
16-لَنْ يَحْتَوِيْكَ عَرَاءٌ دُوْنَ عارِيَةٍ
إِنَّ الحَياةَ على أثْوابِها الغَرَرُ
 
17-ولا كَرامَةَ في اسْتِعْبادِ ثائِرَةٍ
تَخَلَّتِ الأرْضُ عَنْها للرَّدَى الجُدُرُ
 
18-قَزِّمْ حَياتَكَ في أَكْلٍ ومَشْرَبَةٍ
وازْهَدْ! فَفِي الخِيَمِ الأَخْيارُ تَفْتَقِرُ
 
19-وامْدُدْ يَمِيْنُكَ في ظِلٍّ بهِ كَرَمٌ
وحَرِّكِ الهَمَّ فالإنْسانُ يُخْتَبَرُ
 
20-هَلْ في المَكانِ صَقِيْعٌ غَيْرُ مُنْضَبِطٍ؟
مَتَى المَكانُ لهُ قَلْبٌ ويَعْتَذِرُ!
 
21-طُفُوْلَةٌ خَسِرَتْ مِنْ سُوْءِ فِطْنَتِكُمْ
تَشَرْنَقَتْ لنْ يَرَاها اللّاهِبُ السَّفَرُ!
 
22-خَيْرُ الطُّفُوْلَةِ ما أَبْقَتْ لَنا أَمَلاً
خُسْرانُها خَيْبَةٌ،والرِّبْحُ يَنْحَسِرُ
 
--------------------------
 
23- طِفْلٌ تَحَجَّرَ مِنْ أسْمائِهِ الثَّمَرُ
شَبٌّ تَسارَعَ فِيهِ الشَّيْبُ والخَطَرُ
 
24-عَيْناهُ في أَمَلٍ لِلْقادِمِ ابْتَهَجَتْ
كَفَّاهُ لِلْخَيْرِ ما أبْقاهُ يَصْطَبِرُ
 
25-والشَّيْبُ كانَ وقارًا قَبْلَ صَفْعَتِهمْ
لِكُلَّ شَيْخٍ يُهانُ المَجْدُ والعُمُرُ
 
26-إنّ السِّياحَةَ لِلأنْفاسِ لَوْ ثَمُنَتْ
تُصْرَفْ لِبَذْخٍ وأنفاسُ الوَرَى خُسُرُ
 
27-مَظَلَّةُ الوَطَنِ العارِي بلا هَدَفٍ
فما أَظَلَّتْ سِوَى النَّسْناسِ يَنْتَصِرُ!
 
28-إنْ شُلَّ عُضْوٌ فلا يَثْنِيْكَ عَنْ طَلَبٍ
إنَّ الحَياةَ إذا شُلَّتْ لتُحْتَقَرُ
 
29-لا عَوْنَ يَشْكُوْهُ فالتَّرْصِيْدُ مُنْشَغِلٌ!
لا أمَّةٌ تَرْتَقِي فالحَفْرُ والحُفَرُ
 
30-يا شَعْبَ مَنْ يَرْتَوِي مِنْ كاسِياتِ دَمِي
رَثٌّ رِدائِي فلنْ يَكْسُوْنِيَ المَطَرُ!
 
31-إنَّ الشُّعُوْبَ إذا أَوْرَثْتَها عِبَرًا
ولمْ تَقُدْها بِحَقٍّ فالأَذَى العِبَرُ
 
32-كَمْ تَرْفَعُوْنَ شِعاراتٍ مُنَمَّقَةً
وناطِقُ السَّطْرِ تَحْتَ السِّفْلِ يَنْتَظِرُ
 
33-هذا العَراءُ بلا أَسْماءَ تَحْكُمُهُ
والسُّوْرُ مِنْ وَهْمِهِ حِيْطانُهُ النَّظَرُ
 
34-فَبِئْسَ أَعْيَادُكُمْ في قَلْبِكُمْ فَرَحٌ
وفي قُلُوْبِ شَتاتِ الحَرْبِ مُؤْتَمَرُ!
 
 
35-يا ظُلَّةَ الوَطَنِ المَسْرُوْقِ مِنْ شَفَتِي
يُكَفِّنُ الظِّلَّ حَرْفِي الهَارِبُ الحَذِرُ!
 
36-لِمَنْ مَظَلَّةُ ثَلْجٍ أَحْرَقَتْ وَطَنًا؟!
عاثَتْ تَماثِيْلُ ذُلٍّ، وانْتَهَى الفَخِرُ!
 
37-هِيَ المَظَلَّةُ مِنْ ألْوانِ حاكِمِها
لو خُضِّرَتْ عَدَلَتْ أوْ سُوِّدَتْ سَقَرُ
 
38-فلا جَمَعْتُمْ شَتاتَ الفِكْرِ مُصْطَلِحًا!
فَرَّقْتُمُ الشَّعْبَ كي تَعْلُو لَكُم سُرُرُ
 
39-كمْ غادِرٍ قد تَخَبَّى في مَظَلَّتِنا؟
حَتَّى تَشَقَّقَ في أحْلامِنَا القَدَرُ!
 
40-بِئْسَ الرَّئِيْسُ إذا اسْتَعْلَى على أُمَمٍ
كي يَسْتَذِلَّ شُعُوْبًا فَخْرُها عُمَرُ!
-----------------------------
جديد..(40)البسيط
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-22-12-2021
© 2024 - موقع الشعر