حَبْلُ الغَفْوَة (1) - محمد عبد الحفيظ القصّاب

قصيدة النثر
 
حَبْلُ الغَفْوَة (1)
---------------
أَمُدُّ يَدِي إلى ..الذَّاكِرَة.
 
أَلْمِسُ مَشَاعِرَ رَحَلَتْ
 
أَضَعُها على تَفَاصِيلِ، وحَنايا، وتَقَاسِيْمِ أُنْثَى
 
تَمْشِي مُسْرِعَةً في زُقَاقِ مَدِيْنَتِي
 
تُلامِسُ أَطْرَافُ أَصَابِعِها أَبْنِيَتِي المُتَصَدِّعِة.
 
أَشْعُرُ بِأَنِيْنِ جُدْرَانِها
 
تَهْوِيْدَةٌ تُصَفِّقُ على إيْقَاعِ خُطُوَاتِها
 
تَعْلَقُ سُبَابَتِي بِتَلافِيْفِ شَعْرِهَا
 
ذَاكِرَتِي تَتَمَدَّدُ في أُفُقِ بَصَرِهَا
 
تُلاحِقُها يَدِي
 
تَبْدَأُ مِنْ مَنْبَتِ الرُّمُوْشِ الغَارِقَةِ في كِبْرِيَائِها
 
تَنْزَلِقُ على كَثِيْبِ أَنْفِها
 
يَجْلِسُ بِوَقَارِهِ فَوْقَ عَرْشِ خَدَّيْها
 
تَتَسارَعُ الخُطُوَاتُ
 
ويَنْقَطِعُ حَبْلُ الغَفْوَةِ قَبْلَ الشَّفَتَيْن!
 
--------------------
 
أَمُدُّ يَدِي الأُخْرَى
 
تُلاحِقُ ظِلَّ صَنَمٍ مُحَطّمْ
 
تَبَعْثَرَتْ أَصَابِعِي ..
 
إِنْثَالَتْ قِطَعَ حُطَامِي..
 
مَلَأَتْ قَامُوْسَ الرَّمْلِ بِالآكِلَةْ
 
اِنْطَفَأَتْ قَنَادِيْلُ الرُّوْحْ
 
فَلَمْ أَقْرَأْ آخِرَ الكَلِمَاتِ الثَّاكِلَةْ
 
تَجَمَّعَ سَوَادُ النُّوْرِ...
 
على نَوَافِذِ يَقْظَتِي...
 
أَعَيِيْتُ عَنْ تَمْزِيْقِ حَبَّاتِ المَطَرْ؟!
 
قَبْلَ دَكِّ سَفْسَفِ الطِّيْنِ مِنَ البَشَرْ!
 
وتَبْدَأُ مَلامِحُ الصَّنَمْ...
 
تَشْرَبُ بَصْمَةَ الظِلِّ...
 
ويَنْقَطِعُ حَبْلُ الغَفْوَةِ عَنِ القَلَمْ!
------------------------
قصيدة النثر
محمد عبد الحفيظ القصّاب
22/9/2020صيدا-لبنان
© 2024 - موقع الشعر