إليها وهي تـُذبحُ ... - أحمد بنميمون

كان يا ما كان، أن صارت شجونا وخطوبا
 
محنة ُ الخلق انبجاساً
 
من شرار ٍ رجّ في الصلصال نبضا ودبيبا
 
ثم غنى الليل في قلب ٍ ،
 
وأعمى الضوءُ في الصبح دروبا
 
هل هي اللعنة ألا
 
يبصر المحزون في الصبح دروبا
 
أم هي اللعنة أيضا أن يرى في
 
الموت إن يحمرّ أو يسودّ َ
 
من إيقاعه الحلّ قريبا
 
أتكون النار نفياً وأنا أعرف منها
 
خفقة الأعلاق في الأرحام ،
 
لي منها انطلاقي
 
بسمة تمحو ندوبا
 
مالذي يجعل سيفا يسبق العذل ،
 
وغدرا يخطف الطفل ،
 
وجزءًا يفسد الكلّ ،
 
وعين العقل في الإمحال تشتدّ ُ نضوبا
 
كان يا ما كان من اسئلتي طفلا وكهلا
 
أطلب الضوء فراشات وأطيافا فتعطيني حروبا
 
والذي أطلبه من زمني ليس غريبا
 
مستحيلا أن يغني القلب في الضوء قلوبا
 
أن يرى في حالك الآفاق مسعاه صعودا وصبوبا
 
هل أنا أطلب من وقتي ما زاد أبا الطيّب طيبا
 
كان يا ما كان أن ذمّ أبو الطيّب من ألف ٍ مضين
 
العمر ، يا عمر الفتى في عصر أحجارٍ حديث ، يُغرق المشهد في
 
حمأة ويلات ٍويعييه وإن ظل مغيبا ؟
 
أم ترى أستعجل الطوفان كالأعمى
 
الذي أبصر بالحرف مضيئاً
 
درنا يغرق دنيانا ،
 
فضجّ الناس من طوفانه الآتي
 
لغسل الأرض من أدرانها ،
 
يدعون حتى تفقأ الرؤيا
 
عيون الحلم ،
 
لا يخشون في الروع نزالاً أو هروبا
 
ها أنا أشده كالأطفال في
 
عصر اغتيال الحلم في البذرة
 
لا تأتي لنا الأيام إلاّ
 
باندياح الومض في العين لهيبا
 
يفتح الرائي على أيّ انحدار ٍ
 
عينَه ليس يرى غيرَ احمرار ٍ
 
ضرّج العالم ما بين سُقاة ٍ وشفاهْ
 
إن قلب الأرض يا هول الرؤى الحمر ِ
 
على وجه الثرى يرتجّ ُ من زخات نار ٍ
 
حيث لا يرتدّ ُ عن لهو ٍ طغاهْ
 
هل تُرى أبصرُ خلفَ الثلج ِ ألوانَ اشتعال ٍ
 
يسرع الزحفَ لأسوار جُناهْ
 
أم ترى ينهار ما نبنيه من أحلامنا
 
لوناً فلونا
 
آخرَ اليوم وتفنينا الغداهْ
 
أهو صوت راعبٌ ينشج في أغنيتي خوف َمتاهْ
 
أم نداءٌ كشف الكامن من وهم ِ اعتقاد ٍ بنجاهْ
 
أنت منذ اليوم إما جثة يلهو بها جان ٍ
 
وإما طلقة ٌ تقتصّّ من جبن عتاهْ
 
***
 
محنتي تسري نجيعاُ في تراب ٍ طيّب ِ الأشذاء ، يا خطوي
 
على بعض دمي ينساب في مدّ انفجار ٍ، كلّ ُشلو ٍ
 
منه في الميدان غضبانَ ينادي ،
 
إن خذلان الضحايا : طلقةٌ تأتي على أنّات مكروب ٍ
 
أيبكي الغيث ُ؟ إنّ الليل ثلجيّ ُ الفؤاد ،
 
الجفنُ من عصف دماء ٍ مجدبٌ ،
 
والآه ُ لا تكفي،
 
فيا كَفِّي استجيري بالزناد ِ : النارُ
 
ناران ،فإما طلقة ٌ تسطو،
 
وإمأ جولة للنور في نفي ِ سوادٍ
 
علّ من عاث فساداً في
 
بلاد ٍ يتهاوى
 
في بلادي : النورُ شقّ الليل ، إنّ الصبح يأتي
 
من هجوم ِ الومض بدءًا باتقادي
 
شفشاون في 07/02/1994
© 2024 - موقع الشعر