رسالة صمت... إليها - فريد مرازقة القيسي

رسالة صمت... إليها
 
قالتْ: "هَوَاكَ كَمَا اللَّهَبْ
وَ أنا الّتي مثل الحَطَبْ
أَفَكُلَّمَا نَاقَشْتُهُ
قَلَبَ المَحَبَّةَ وَانقَلَبْ
بِمَ قَدْ تَرُدُّ وَخافِقِي
عَذَّبْتَهُ قَبْلَ الهَرَبْ
أَتْعَبْتَنِي بِالصَّمْتِ
وَالقَلْبُ المُعَذَّبُ قَدْ تَعِبْ
سَلْ عَنْ دُمُوعٍ بَلَّلَتْ
جَفْنَيَّ يَا مَلِكَ الخُطَبْ
إنِّي أَرَاكَ تَزِيدُنِي
حُزْنًا يؤَدّي للغَضَبْ
وَأَرَاكَ رَغْمَ تَحَسُّرِي
تُبْدِي المَحَبَّةَ للطَّرَبْ
قُلْ لي بِرَبِّكَ مَا بِنَا؟
دَاوِ الفُضُولَ وَقُمْ أَجِبْ!"
 
لَمْ تَدْرِ أَنِّي غَارِقٌ
وَالدَّمعُ قَدْ بَلَغَ الرُّكَبْ
هَمٌّ يُواري هَمَّهُ
وَ كِلَاهُمَا بُؤسِي انْتَخَبْ
لَا شيءَ وَاسَانِي وَلَا
مَسَحَ الدُّمُوعَ وَ لَوْ كَذِبْ
أَصْبَحْتُ عَبْدًا وَاسمُهُ
ذَرَفَ الدُّمُوعَ عَلَى اللَّقَبْ
مَاذَا أَقُولُ وَ قَدْ طَغَى
صَمْتُ الفُؤَادِ عَلَى الصَّخَبْ
الكُلُّ يَرْقُبُ دَمْعَتِي
لِيَقُولَ فِي كَسْرِي العَجَبْ
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ الَّذِي
لِحُثَالَةِ الإنْسِ انتَسَبْ
حَتَّى أَعِيشَ مُنَعَمًا
وَأَنَالَ أَكْوَامَ الذَّهَبْ
هَذَا أَنَا وَ أَنَا الَّذِي
صَمْتِي كَلَامٌ كَالكُتُبْ
مَا كُنْتُ يَوْمًا صَاخِبًا
أَوْ كُنْتُ نَقَّارَ الخشَبْ
هَلَّا رَحمتِ تَأَلُّمِي
فَالصَّمْتُ رَدَّ وَ مَا كَذِبْ
إنِّي المُعَذَّبُ دَائِمًا
فَلْتَفْهَمِي مَا قَدْ حُجِبْ
 
 
فريد مرازقة
© 2024 - موقع الشعر