مباهج ممكنة - أحمد بنميمون

رفرف الصوت الذي انداح يبثّ النور في كل فضاء
 
ثمّ أبقاني رمادا لأعاني
 
محنة البعث انهيارا
 
ذلك اللحن الذي أرهق من نبضي قواه
 
تاركا في هجعة الأوتار روحا من لظاه
 
هل ترى يرجع للتحليق بالأرواح في شبه صلاة
 
يطرد الحيرة بالوحي جلا ما ضلّل العمر :
 
هدى بعد متاه
 
إنني أرخي جناحيّ انكسارا
 
تثقل القلب رؤاه
 
من نكول الأرض عن لحن
 
سماويّ الترانيم ، مداه
 
باشتعال النبض يمتدّ ،
 
فوجهي رحلة تهفو لأفراح لقاء
 
إذ أرى مثل كليم الرب
 
ما لم يبصر الإنسان
 
من صوت الإله
 
صعقا أنهار للرؤيا
 
وتهوي الكف من ثقل نداه
 
تلك حمى ملهمِ ٍ بين نقيضين
 
أحاطاه اغتناءً وافتقارا
 
مستكين السمع للظاهر بينا
 
نغم الباطن قد ضجّ وثارا
 
والذي رفرف بين ذراعيه جليلا
 
فاتنا بعض صداه
 
ملهم ٍ خرّ بحمى الخلق
 
حتى يبلغ اللحن به أقصى البهاء
 
لم يطب نفسا بما جاءت به الأوتارُ
 
خلقا عبقريا وابتكارا
 
إنه يطلب ما لم يبلغ الحسّ ُ فيجلو
 
نبويّ َ الحدس ما سر الحياة
 
عنفوان اللحن أن يتحد الجزئيّ ُ بالكليّ ِ
 
حتى ترفع الحجبَ عن القلب يداه
 
فهو عين الضوء
 
من زخاته سالت نفوس ٌ
 
فوق حدّ الوتر المشحون ِ
 
أشواق رؤى توري انبهارا
 
نظرة الطفل ، وإجهاش حميمٌ
 
فوق وجه الشيخ ِ
 
الذي يأتي وديعا
 
حين يصغي لانبجاس النور ِ
 
من بعد عماه
 
رقرق اللحن ُ على كفي ،
 
وقد شقّق صمت شفتي : الموسيقى دائي ودوائي ,
 
تصدح الألوان والأضواء :
 
هل ترجعني سوْرة أنغامي إلى حيث ابتدائي ؟
 
فاعبثي بالروح يا كف النهايات ،
 
فلحني دائما للبدء يرنو ، والبشارات ندائي
© 2024 - موقع الشعر