الحياة ممكنة - حكمت النوايسة

الحياة بعيداً عنك ممكنة
 
عندما تكون النوافذُ خرساءَ
 
وعندما تكون الأشجارُ خلاسيّةً
 
كأنني نقطةٌ في آخرِ السطرِ
 
وكأن السماءَ سقفٌ
 
وكأنّك الزيتونةُ البعيدةُ
 
الحياة من غير حب ممكنة
 
اسألي التجارَ وبائعي الأخبارِ
 
واسألي الستائرَ الموغلةَ بالعتمةِ
 
الحياةُ بعد الحبِّ ممكنة
 
ها أنذا أتجوّل مثل بندول
 
أمرر الوقت مثل شاهد زور
 
وأعدّ فنجانين من القهوة وأشربهما
 
كأنًّ عمان في قميصي
 
وكأنَّ الطريق إليك أنشوطة
 
حول يدي
 
الحياة ممكنة
 
هذه العمارات الفخمة شاهدة
 
وهذه الشوارع الواسعة
 
وعمّانُ في جيب القميص الذي على القلب
 
مثلَ عصفورٍ تراوغُ وتتفلّتُ
 
وأنتعل خرافة جليديّة من رحلات السندباد
 
كأنني عائد برأس كليب
 
كأن ما تبقى يحتمل كل هذه العتمة
 
كأن قلبيَ كهفٌ
 
الحياة بعيدا عنك ممكنة
 
ها أنذا
 
أتنفس الأربعاءَ مثلَ دخانٍ معتّقٍ
 
وأدخل كل سبت في غَيابةٍ جديدة
 
ولا يندلّ عليّ السَّيّارة
 
ولا أحد يقول لي : كفى جنوباً
 
الحياة ممكنة
 
ولا تصدّقي الشعراء
 
فالذي يعدّ النجوم في الظهيرة شغف بالحساب
 
والذي يراها ظهراً يلبس عدسات لاصقة
 
والذي يساهر القمر ينتظر عودة المهرّبين
 
والدائخ الولهُ مصابٌ بضربة شمس
 
والذي يعانق السّفرجل والأجّاص مصاب بضربة حظّ
 
والمرتحلون شمالاٌ أبطالٌ مضطرّون
 
قادتهم السفينة برياح عاتية
 
فادّعوا التجديف
 
الحياة ممكنة
 
لكنني أتضاءل مثل سفينة مبعدة
 
لكنّني أتقشّر مثل بصلة
 
لكنّني أسير متراجعاً
 
إلى خيمة وغيمة و وناقة لا تحلب
 
لكنّني أتوحّد وأنعزل ، وأبكي ، وأشتاق ، ولا أسلو ، وأشتاق
 
وأشتاق وأشتاق أشتاق .
© 2024 - موقع الشعر