حقب دمشق - مروان القصار

حقب الموت
..............
ليس كالآتي قصة ..
عن دم فاض
و دعوة
إلى القبور عن تراض
فكر إجرام
و للحياة إتفاق
على قطع مراحلها بالإجهاض
طوائف برؤوس شياطين
تئن على أقرانها
جوعى للأنقضاض
و الجهل مقدس
و الأقتتال
يكون حتى الجهاض
في ذلك اليوم
لُعق الدم
و رضيع حقد
الطائفة خاض
هناك
في أقاصي المشاعر
أخر نبضة
تنازع الموت الأصفر العاض
و حولها أطفال كبار يشاهدون
بوجوه شقر فيها بياض
و ما بين شهقاتها الأخيرة
تعاد
مشاهد سيرة المخاض
يحملق الأطفال بعيون حاقدة
على أخر نبضة
لجيل ربيض
لم يعرف
العشق النقي يوماً
و لم يآسف
على ماضيه البغيض
و من الجنوب
تهب نسائم عليلة
لرائحة زهر
و أثرها وميض
و صراخ
من كتب سماوية
فيه تهديد
و وعيد
و جنات تعويض
لجميع ..من رحلوا
بدون ضمير
و أن
في ظنهم أن .. النقيض
ما زال
يدمي شجر الجنة
و مع
كل إشراقة ورد يئيض
الهواء من كائنات هذه البقعة
و تتبرأ الأوثان
و بالحمحمة تستفيض
كأن هذه الأرض
لا تفقه إلا الأنبياء
و لا تُبقي
عليها أي كأن بغيض
لا تحب
سجود أنصاف المؤمنين
و لا بأنصاف
المتعلمين تقبل الترويض
لها العتب
و منها العجب
مر تاريخ
من الإجرام
و ما زال يفيض
رأت مجرمين
يلعقون عظامهم
و حكام
يعضون على أتفه الأغاريض
ليس
كحزن بلادي حزن
و لا دم
أريق بها
كدم الحضيض
كل موت
لا يشبه موت بلادي
تٌبقي العزاء
لها تطور
و مخاض
يتوج الأزمنة
كأنه نهاية حداثتها
دون أي وحي للإعتراض
ما كان
عندي وعي
حتى صار حبر
يُطعن و يفاض
و أقلام التاريخ
جفت و لم تجف
أفكار الأمراض
إلى متى
الحقب تقتلنا
من الكنعان
أصحاب الطائر المبروك
إلى الفينيق
و سفن السحرة
إلى الآرام
و الترجمان
إلى الرومان
و حكم الهراقل و التيجان
إلى بيزنطه
و سلاسل من البركان
إلى الأمويين
و حكم الولدان
إلى الترك
و أربع مائة عام
نهايتها القمل يأكل الغلمان
و المغول و التتار
أصحاب قرون الحيوان
و الفرنسيس
الذين لا يفرقون
بين الناقوس و الآذان
و تقلب القوادين و الخوان
و حياتنا
تدفن ما بينهم مع
الأنقاض
إلى متى
جهلنا يتكاثر
و رحمة تواصل
الحقب في إنقراض
..مروان
© 2024 - موقع الشعر