أمَّاه - محمد عبد الحفيظ القصّاب

قصيدة أرسلتها لأمّي -رحمها الله- من الغربة
وكانت تناشدني العودة..

---------------------
أمَّاه

-----------
------

أمّاه فَتَاكِ بهِ أَرَقُ
وعلى نارِ الشَّوقِ يَحْتَرِقُ

أبداً ما فارَقْتِ خاطِرَهُ
ومحيّاكِ في الطُّهرِ يَأْتَلِقُ

فكأنِّي رَضِيعُكِ مازلتُ في
لَهْفةٍ من ثَدْيَيكِ يَرْتَزِقُ

أمَّاه فتاكِ بلا طُرُقٍ
تاهَ الخطوُ مني والعَرَقُ

قدْ أصبحَ لا يبكي أحدًا
وبكاهُ على نَفْسهِ غَرَقُ

فالغُرْبةُ لم تُبْقِ نائِحَةً
إلاّ وفؤادي بها لَصِقُ

لمْ أحزرْ مَجاهِلَها قُدُمًا
وبكى البحرُ عنِّي والأُفُقُ

وأجولُ الفسيحَ على فَرَحٍ
فأراها تَئِنُّ وتَنْفَرِقُ

أمَّاه كفاكِ مُعاتَبَةً
يكفي لفؤادي ما يَرِقُ

وأقولُ اليومَ وبعدَ غدٍ
سيجيءُ الطيرُ وأنطلقُ

فألاقي في أمِّي وطني
هَذانِ لأبقى أعْتَنِقُ

----- (11)الأردن-1990-----------------
رَحِمَ اللهُ أمّي إذْ رَحَلَتْ

وزحافُ القطْعِ لها لَبِقُ !!
21/3/2020

----------------------
طفلُ الحرف(15)

محمد عبد الحفيظ القصاب
© 2024 - موقع الشعر