العصفور - محفوظ فرج

العصفور
الله ما أبهاكَ يا عصفورُ

عند الصباحِ تدورُ ثم تدورُ
تأوي وقلبُكَ نابضٌ بمحبةٍ

ومن التَنقّلِ يعتريكَ سرورُ
ووريقةٌ تحويكَ في أحضانِها

وَلها يداعبُ ريشُك المسحورُ
وَتنطُّ عنها نحوَ أخرى قد دعتْ

منقارَك الغضَّ الجميل يزورُ
فبآسةٍ حيناً تدورُ مغرِّداً

بين الطيور ومنك كانَ حضورُ
منها تطيرُ إلى أعالي تينةٍ

تهفو إليكَ من الثمارِ ثغورُ
تبقى حلاوتُها تشدُّكَ نحوَها

مستلهماً تشدو وأنتَ شَكورُ
سبحانكَ اللهمَّ صوتُك عابرٌ

يدعو الالهَ وشدوهُ مكرورُ
وهناك ساقيةٌ تهيمُ ببرقٍها

يشتاقُ نحوكَ كتفُها المبهورُ
تدعوكَ كي ترويكَ قطرَ زلالها

وتقول : خذْ إنَّ الزلالَ طهورُ
وتدسُّ رأسَك نافضاً في مائها

للريشِ ذرا بالحبور يمورُ
وبلفتةٍ تبدو تغازلُ وردةً

في نغمةٍ يُغرَى بها المغرورُ
تدنو إليكَ وتستميلُ بدَلِّها

قبلاتِ نقرِك فوقَها وتَخورُ
بعبيرِها قد أسكرتْك وسلَّمتْ

لك روحَها فجمالُها مأسورُ
وتملُّ منها نازلاً في روضةٍ

من أجل حَبٍّ في الترابِ يغورُ
منهُ تُلقِّطُ بعضَ ما تحتاجُه

وتغيب مالك في الغصون ظهورُ
وأراك تمزح ناقراً عصفورةً

أعلى عمود الكهرباء تجور ُ
لكنَّ قصدَك كان عقد صداقةٍ

ولمثل ذلكَ في اللقاءِ صبورُ
د. محفوظ فرج

© 2024 - موقع الشعر