عزيزا تحل بنا يا صباح - محفوظ فرج

عزيزاً تحلُّ بنا يا صباح
 
على المهلِ حينَ تحل
عزيزاً بنا يا صباح
فعشاقك الفرحون
زهور القرنفل
والفلُّ والياسمين بما وهبوا
من نداكَ العبير
وقمريةٌ تتوسلُ قبلَ رحيلك
قد أمسكوا بتلابيبِ قافيتي
ناشدوها :
بأنَّ غيابك حمى تصول بنا كل آن
وظلك بعثٌ الجمال بكل مكان
 
مرورُكَ يبدو سريعاً كلمحٍ ونشوةُ وصلِكَ
لا تنتهي
 
نسائمُك الهادئاتُ من الواهبِ الفرد
تحيي مواتَ بذورٍ تعالجُ تحت الثرى
وحين تنفَّسَ منها جنى الورد
تروّى
وأهدى شذاهُ إلى موجك المتراخي
إذا هبَّ في كل ساح
 
مؤذن فجرك
ألقى مُحيّاهُ لله فوق بساطك
كان تمنِّيه فيك دوامَ السجود
 
وكم أبلغتني العصافيرُ
من لغة القفز
وحك مناقيرها في الغصون
إنَّ مصادرَ أحزانها
حين ترحلُ عنها
وتغريدُها من ضُحاكَ إلى الليل
محضُ نواح
 
خيوطُك ناصعةٌ في البياض
تشرَّبَ من حسنها الأشرفيُّ
ولوَّن بالأحمر المشتهى
بسماتِ شفاه الغواني الحسان
 
البلابلُ تعرفُ ساعاتِك العسلية
تعرفُ ما كنهها
ولذلك تهوي على رطبِ التمرِ في عذقه
ترطِّبُ منه حناجرَها لتغني إليك
 
السواقي يبلغها الماء
قولي لكل الجذور :
صباحٌ جديدٌ أتى
سبّحي الله
واعطِ لأغصانك الحالمات
جمالاً يليقُ بها
هيئةً
وندى
وزكيَّ عبير
وشكلاً
يباغتُ في دهشةٍ
أعينَ الناظرين
 
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر