أورفيوس.. متى ستعود؟! - شريفة السيد

أورفيوس.. متى ستعود؟!
---------------------
 
وأنتِ التي
أستقطتْكِ المواجعُ
أنَّتْ على سوسناتكِ روحُكِ
لمَّا
توضَّأ قَيْصَرُ
واستاءَ مِنْ سطوة الجبروتْ
وأرخَى الجُفونَ
ونام.........!!
***
وأنتِ برغمِ انكسارِكِ
تنتظرينَ الحياة
تموتينَ في الليل مرَّةْ
وبين الضُّحى والعِشَا
مرتينْ.......!!
تقولينَ:
إنَّك فجرٌ
حضاراتُ عصرٍ
وإنَّك في القصرِ عَرْشٌ أبِيٌّ
ومقبرةٌ للغُزاة......
فهل تستطيعينَ
صَفْعَ الجُناةِ
إذا انسلَّ بين لياليك ضوءٌ
وأخفقَ في الصُّبحِ
ضوءُ النَّهار......؟!
***
وهلْ للأميرةِ
في قصرِها المُستباح
تطوَّع سحْر المهرِّجِ
نحو اصطيادِ اللصوصْ...؟!
***
وهل للجميلةِ
ذات العُيونِ النواعسِ
تستَشْعِرُ الشوقَ
فوق الجباه النديَّةِ
ألْسنَةِ المُتعبينْ
وأنْ يركعَ الدِّفءُ في أرضها
أنْ يحُلَّ
كما تتناسخ رُوح برُوح...!!
***
يخايلُني الضوءُ فيكِ
وطَقْسُ اختفائكَ
(أورفيوس)
بحثًا عن العشقِ
في جنباتِ السفوحِ
الجبالْ
فبين اكتمالِ التطهُّرِ
والموتِ شَعْرَةْ
فهزي بجذع التواريخِ
يسقطُ فجركِ
غضَّا
نديَّا
ليملأَ كلَّ البَوادي
فينشُرُ الضَّوء فينا
يبعثرُ مِنْ راحتينا السكونْ
يعودُ الدراويشُ
يلقونَ بين يديكِ الثمارْ
يقومُ الفوارسُ
رجمًا
وطمسًا
ليشرقَ وجهُك في الأفق
يشرقُ وجهُكِ فينا نبيًا..!!
20/ يونية/ 1991
------------------
 
شعر / شريفة السيد
من ديوان / فراشات الصمت
ط/ المجلس الأعلى للثقافة / مصر
1997
مع أجمل وأرق أمنياتي
شريفة
© 2024 - موقع الشعر