صاحبي اليمني - عبدالحافظ عبدالله القباطي

صاحبي اليمني
 
أغَرَّك من ربيع العمر وردُ؟
أم أستهواك طرفٌ ثم نهدُ؟
 
أتُهَت بمركب الدنيا شريداْ
يشدك جزرها ويجر مَدُّ ؟
 
أأحسست الخلود إليك يسعى
ويعصف باجتماع القُربِ بُعد؟
 
أسَرَّك من نماء الأمسِ يومٌ
وهَدَّك من جحيم اليوم عَقدُ؟
 
لقد لعِبَت بساحتك المنايا
وردَّك نحو سوء الحال حِقدُ
 
وبِتَّ كأنك الجاني قتيلاً
يجزك من يد الأحزان حَدُّ
 
حِبالك في يد الأحلام شُدت
وسَمَّر ناظريك إليه وعدُ
 
أطلْتَ لوعد عرقوب انتظاراً
ومن بعد الوعود أتاك صَدُّ
 
فهل هامت سنونك بالتمني
أم استغواك ياولهان وجدُ
 
إذا راودت نفسك بالأماني
أتاك من الأسى برقٌ ورعدُ
 
وإن أخلدت للشكوى ذليلاً
لشكواك الدنية أنت عبدُ
 
يقودك للرخاء المُر شوقٌ
لِتوقِن ما من الأشجان بُدُ
 
فدع عنك التلفت دون عزمٍ
وسر ماسار بالإقدام مَعدُ
 
فليس يدوم طول الدهرِ حَرٌ
وليس يدوم كل الوقت بردُ
 
وما طول الشقاء بمستطابٍ
سيأتي من جحور اليأسِ سعدُ
 
فلن يبقى الشقاء مع دعاءٍ
سيأتي من سماء الغيب ردُ
 
فصل اليوم والأيام تترى
على من وجهه للبدر نِدُّ
 
على خيرالأنام به اهتدينا
صلاةٌ مالها حَدٌ وعَدُّ
 
✍عبدالحافظ عبدالله القباطي
3/4/2021
© 2024 - موقع الشعر