رمضان وروائح الموت - عبدالحافظ عبدالله القباطي

رمضان وروائح الموت
 
شهرٌ أتانا بآياتٍ وأسرارِ
ليملأ النفس والدنيا بأنوارِ
 
يهذب النفس كيما تستزيد عُلاً
ويرفع الروح نحو المنشئ الباري
 
ياخير ضيفٍٍ على الدنيا بطَلّته
إليك يكتب نبض الحب أشعاري
 
أجاهد النفس خوفاً وهي غافلةٌ
تتابع اللهو في مضمارها الجاري
 
أردّها نحو درب الحق وانصرفت
تجُرُّ نحو سماء الغي أفكاري
 
إذا استقمتُ أتى الوسواس يعوجها
وإن صلحتُ بدا شيطانها الناري
 
يانفس توبي فما للعمر مدخَرٌ
وما بقى اليوم للأعمار من شاري
 
توبي الى الله فالأيام عابرةٌ
ومابقى اليوم من وقتٍ لأعذارِ
 
راح المحبون أفواجاً نودعهم
وأنتِ أنتِ كصخرٍ بين أحجارِ
 
لا تدركين بأن اليوم موعدنا
وأنكِ الصبح في آثارهم ساري
 
كفي عليك من الأهواء وانصرفي
لمطلع الفجر تتويجاً لأسفاري
 
إني رأيتُ جنان الخلد تدعوني
هيا أطيعي دُعاها دون إجباري
 
توبي عن الذنب إن الذنب مهلكةٌ
وبالذنوب تهاوى كل جبارِ
 
وشمِّري الآن عن ساقٍ بلا مللٍ
لا تتركيني أقاسي غربة الدارِ
 
ياويحك اليوم إن ساءت عواقبنا
وساءكِ الغد هولاً جور أوزاري
 
أين المحبون؟ في صمت الردى رحلوا
روائح الموت لاشت صوت أوتاري
 
 
عبدالحافظ عبدالله القباطي
15/4/2021
3رمضان 1442
© 2024 - موقع الشعر