مِنْ عَصِيرِ الحُزْن

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الوطنيات، 5، آخر تحديث

مِنْ عَصِيرِ الحُزْن - محمد عبد الحفيظ القصّاب

الشعر الحر..تفعيلة
*********
 
مِنْ عَصِيرِ الحُزْن
------------
مِنْ عَصِيرِ الحُزْنِ تَروينِي السّمُومْ
في فَمِي بَحْرُ دِماءٍ مِنْ رُفاتِ الجُرْحِ
يُهْدِينِي أَنِينَ المَوتِ وَجْهًا لا يَقُومْ
مِنْ عَصِيرِ الحُزْنِ كَأسٌ كلّ يَومْ
----
قُمْ على كَرْمَةِ فَجْرٍ عنبًا تَعْصرهُ ناباتنا
فجرٌ بلا ليلٍ يُطاقْ
وادْعُ حافي العقلِ مِنْ شَرْقِ النفاقْ
ينتعلْ تابوتَ قرمٍ في عِناقْ
عَرَباتُ الليلِ تجري في الكرومْ
مِنْ عَصِيرِ الحُزنِ كأسٌ كلّ يومْ
-----
تحتويهِ شبحًا يبحثُ عَنْ صَخْرةِ فَقرْ
مِنْ جِدارٍ لِفصولِ التَّعَبِ القادمِ
مِنْ حاراتِ صَبرْ
طَعَنَتْ فيهِ الجيوبْ
رَحِمًا مِنْ ذَهَبٍ يُولَدُ مُهْرًا للعيوبْ
لمعَ القَهْرُ على عَينِ القلوبْ
و غَفا حلمهُ قَبرْ
صَدْرُهُ قِفلٌ على سِجْنِ الجَحِيمْ
 
مِنْ عَصِيرِ الحُزنِ كأسٌ كلّ يومْ
 
----
تَشْتَهيهِ مَطرًا زَهْرَةُ نفسي
هاطِلاً مِنْ عَينِ نجمٍ قاتلٍ
مِنْ غِيرِ غيمٍ مُشبعًا بالحاقدينْ
مُنهكًا بالآثِمِينَ الطاهِرين ْ
......
......
لمْ نَجِدْ غيرَ الكلامْ
....
لمْ نَجدْ غيرَ الشهيدْ
...
يَحْتوينا للصيامْ
..
للقيامْ
 
...
لم نجدْ غيرَ العبيدْ
غائِبونْ
...
غاضِبونْ
كالسَّرابْ
 
..
ليتهمْ كانوا السَّحابْ
يَعْصِرونَ الجُرحَ ملحًا وهمومْ
..
مِنْ عَصِيرِ الحُزنِ كأسٌ كلّ يومْ
-------------------
1/1/2007 م ..محمد عبد الحفيظ القصاب
حمص-سوريا
© 2024 - موقع الشعر