يا شِعرُ أين القصيد والأشعارُ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في العتب والفراق، 28، آخر تحديث

يا شِعرُ أين القصيد والأشعارُ - عمر صميدع مزيد

يا شِعرُ أين قصيدك والأشعارُ
ونجوم الكون متلألأت الأبصارُ
 
سارت بهجة الرُّوح إذ ساروا
والدَّمع من بعد فراقهم غِزارُ
 
قد ضيَّع الفراق كل بهجتهِ
كيف لا ، والرفاق قد ساروا
 
غابوا عن لهفة القلب ونبضهِ
وما عادوا لمهجةٍ ولا داروا
 
كم كنَّا كالطيرِ في إطرابهِ
نرفرف وحُسَّادنا كم غاروا
 
سألملِم الحسرات بلوعاتهِ
وأخمد خافقاً أوقده الشِّرارُ
 
وأعود للشِّعر وأغني بأشجانهِ
وأسكبُ من أبياتهِ خمرٌ مدرارُ
 
فالنَّجم لا يُطفئُ من جذوتهِ
إلَّا إذا تلألأ بأعينهم واحتاروا
 
فكيف قلبي يُخفي من تقلُّبهِ
حروفاً يضمها النُّورُ والنارُ
 
وكيف يُدار الدَّمع من أعينهِ
وعهدي ميثاقٌ وما أنا غدَّارُ
 
والصَّمتُ لا يُنطقُ من ساكتهِ
حتى تيقن أن السُّكوت إقرارُ
 
فسلَّمتُ الوصل لغير قاطعهِ
وقبِلتُ شراءً ليس فيه خيارُ
 
وصببتُ أشعاري في كاساتهِ
ولدي من كؤوس الخمر أخمارُ
 
وأهديتهُ ورداً كلون بهجتهِ
ورسمتُ البسمة وفيها هِزارُ
 
وما ذكرتُ مقالاً إلَّا بمقامهِ
ولا قلتُ زوراً ولا به أوزارُ
 
فتركتُ المكان لمن له أفكارُ
وهجرتُ من ليس له أذكارُ
 
والفضل بالأفعالِ لا بأقوالهِ
فتطيب منه أسماعٌ وأبصارُ
 
وليس كل موزونٍ في لفظهِ
شاعرٌ كان أو فارسٌ مغوارُ
 
فلا تسمعوا غير الذي فيهِ
قدرٌ وبالقدرِ تتفاوت الأقدارُ
 
وإن جفَّت الأقدار من أنهارهِ
فأنا الذي في قطراتهِ بحارُ
 
أبوفراس / عمر الصميدعي
17 ابريل 2020
مراجعة الاستاذة الفاضلة
نزهة ابراهيم عبدالرحمن
© 2024 - موقع الشعر