دَعاكَ بعدَ النَّوَى ادِّكارُ - حسن الحضري

دَعاكَ بعدَ النَّوَى ادِّكارُ
وكُنتَ قَبْلًا لكَ اصطبارُ

ولاحَ منها خيالُ طيفٍ
لِلنَّجمِ مِنْ عَزمِه ازْوِرارُ

دَعاكَ منها طويلُ سُهدٍ
لَهُ لدَى قلبِكَ انتظارُ

وطُولُ وَجْدٍ وفيضُ شجوٍ
للقلبِ مِن وقْعِهِ أُوارُ

فظَلْتَ تَذري دُموعَ عينٍ
لَها لدَى بَيْنِها انحِدارُ

ولو أجابتْ جوابَ صِدقٍ
لكانَ مِن جَفنِها انهِمارُ

دَعْ عنكَ هذا فكلُّ سُهدٍ
له علَى طُولِهِ انكِسارُ

لا تَبْتئسْ مِنْ طُرُوقِ هَمٍّ
فكلُّ هَمٍّ له انحِسارُ

وكلُّ شيءٍ له مَعادٌ
وكلُّ ليلٍ له نهارُ

وكلُّ ما أصلُه ابتداءٌ
له انتهاءٌ به يُدارُ

مضَى بهذا قضاءُ رَبٍّ
له علَى خَلقِه اقتِدارُ

فقُلْ سمِعنا وقُلْ أطَعنا
للهِ يُكتبْ لكَ الظَّفارُ

لا تُحسنِ الظَّنَّ في أناسٍ
لم يُحسِنوا الفعلَ فهْو عارُ

وقُلْ سلامٌ، لنا مَعادٌ
مآلُهم عندَهُ الخَسارُ

قد بُدِّلوا غَيَّهم برُشْدٍ
فما لَهم دُونَه اعتِبارُ

جَرَتْ بهِم سُنَّةٌ قديمًا
فما لَهم دُونَها قَرارُ

فليسَ يُجدي لَهم مَتابٌ
وليسَ يُجْدِيهمُ اعتِذارُ

© 2024 - موقع الشعر