الحمامة الحالمة - لطفي القسمي

أيتها الحمامة الحالمة
كيف حالك بعد النازلة
أيتها الحمامة الكاذبة
فضحت المياه لوحتك الزائفة
كل العيون كانت ترى فيك جنتها الخالدة
لكن قطرة ماء واحدة
كشفت الحقيقة
وأظهرت الفضيحة
أيتها الحمامة الحالمة
ألبسوك حذاء الأميرة
وصوروك كأجمل عروسة
ووضعوا على وجهك الزينة
وأخفوا حقيقتك الحزينة
أيتها الحمامة الحالمة
سوقوك كأرض الأحلام
وزرعوا في أرضك الأوهام
أيتها الحمامة الحالمة
في البرج العالي وضعوك
والناس من بعيد قدسوك
والأساطير حولك ألفوا
وفي تخيل أسطورتك بالغوا
أيتها الحمامة الحالمة
أنت أرض الحضارة البائدة
وأرض الأمجاد الخالدة
لكن اليوم ما عدت الأميرة
أنت حمامة بأجنحة مكسورة
سجانك أخفوا عيبك بالمظاهر الخادعة
أيتها الحمامة الحالمة
فقرائك يدفعون ثمن زيفك
فقرائك أصابتهم لعنتك
فقرائك وحدهم يعرفون حقيقتك
أيتها الحمامة الحالمة
جراحك عميقة
والخطيئة في حقك عظيمة
وقصتك أضحت حزينة
أيتها الحمامة الحالمة
المسؤول عن جرحك غير موجود
والهرب أعد له ألف طريقة
ومحاسبته مجرد أحلام واهية
أيتها الحمامة الحالمة
شبابك الذين همشوا
وعن حضنك أبعدوا
وبالتهريب عيروا
هم من وقفوا في جه العاصفة
هم من نقذوا الأرواح
وأزالوا عن وجهك الأوساخ
ومنحوك دمائهم الشريفة
أيتها الحمامة الحالمة
ذنبك أنهم صوروك جميلة
ونسوا أنك مجرد مدينة
© 2024 - موقع الشعر