خبر لعين

لـ محمد زيدان شاكر، ، في غير مصنف، 9

خبر لعين - محمد زيدان شاكر

وأصبحنا على خَبَرٍ لَعينٍ
وهل أخبارُنا أبدًا تَسُرُّ

فمِنْ عَقْدينِ إرهابٌ وقَتْلٌ
ومِنْ قَرنَينِ شَرٌ ثُمَّ شَرُّ

وأحفادُ القرودِ تجيدُ بَغيًا
فمَنْ تَخشى وما في العُرْبِ حُرُّ

وكَلْبُ الرومِ في سَفَهٍ يُنادي
ويُظْهِرُ مَكْرَهُ والمكْرُ نَذْرُ

فها قد أعْلَنَ المأفونُ جَهْرًا
بأنَّ القُدسَ عاصمةً تُقَرُّ

أما أحدٌ من السادات يُعلي
صياحَ الحرب إنَّ الحرب فخرُ

ألا هيهات ما يرجوه قلبي
ومايرجوه من قومٍ تَفِرُّ

فبئسَ القومُ ألهتهمْ عروشٌ
وكم ذلّوا العبادَ وكم أضروا

وألهتهم حروبٌ دون جدوى
تزعزعُ مُلكَهمْ والأمرُ غَدْرُ

أباطرةٌ تحوكُ لنا حروبا
وتوقدُ نارها فالحرب مَكرُ

فأمسينا وليمةَ كل وغدٍ
فيطهونا ويمضَغُنا الأَشرُّ

فيا ويحي أللآباد نبكي
ونندبُ حالنا ويُشَقُّ صَدرُ

ويا ويحي أللآباد نبقى
نذوقُ الذُّلَّ إنَّ الذُّلَّ مُرُّ

بني قومي وما في القوم حيٌ
فإنَّ حياتنا هدرٌ وعُهْرُ

ولو أنّا نَرى الإسلام دينا
وأيقنا لجاءَ اليوم نَصرُ

ولكنّا نعيشُ بغير عهدٍ
وليس لنا إلى العلياء جِسرُ

وقطَّعنا حبال الله حتى
تَقطَّعَ أمرنا فاليوم خُسرُ

تخاذلنا وما في الأمر شكٌ
وليس لنا أمام الله عُذرُ

فيا قدساه عُذرا ثمَّ عُذرا
فإنَّ القلبَ في الأحشاء صَخرُ

ويجمعنا مع الطاغوتِ حِلفٌ
ونقضُ الحِلفِ يا قدساه كُفرُ

فيا أمًّا لصنعاءٍ وشامٍ
وبحرُ الدَّم يا أمَّاه بَحرُ

أما يُهدي إلى عينيك صبرا
وبعد الليل ما يأتيك فَجرُ

وإن كنّا بلا حولٍ وعزمٍ
فللجبارِ عُبّادٌ تَبِرُّ

فيزرعها بمرأى كل باغٍ
وسترُ الله يا قدساه سِترُ

إذا ما جاء وعْدُ الله حقا
يصيحُ الكُفرُ هذا الأمر سِحرُ

رأيتِ المسلمينَ لهم جيوشٌ
وفي أقصاكِ للأذقانِ خَرّوا

فلا تأسَيْ فوعدُ الله آتٍ
وأمرُ الله يا قدساه أَمرُ

ولو نبقى بهذا العَيِّ دَهرا
فإنَّ الله لا يُعْيهِ دَهرُ

فيا أمًّاه حِلْمًا ثمَّ صَبرا
فغِمدُ النصرِ يا أمَّاه صَبرُ

© 2024 - موقع الشعر