طبيعة شيخ - محفوظ فرج

طبيعة شيخ
————-
عجباً لطبيعةٍ شيخٍ
بعدَ قضاءِ جميعِ سويعاتِ
سعادتِهِ شعراً
يمضي مَزْهُوّاً
بينَ ممراتِ الغابِ النازلِ من سفحِ
الجبلِ الأخضر
نحوَ ضفافِ البحرِ الأبيض
تصاحبُهُ
نورُ الشمسِ وتتركُ سرتٍ تقطعُ له
دربَ اجدابيا وبنغازي
كي تسعدَهُ
في بسمةِ عينيها الحالمتين
وعبيرِ الشَّعرِ المسدولِ
وشالٍ
تلعبُ فيه الريحُ
وحينَ تميلُ اليهِ
يباغتُهُ في لهفةِ معشوقٍ سامرائيٍّ
أحياناً يأخذُهُ التعبُ
تباركُ كَفَّيْها كَفَّيهِ
فيجلسُ في ظلِّ شُجَيْرَةٍ رندٍ
يسألُ عن أنواعِ نباتاتٍ بريَّة
تقولُ له : تلكَ النبتةُ عشبةُ أرنب
وذاكَ الشِّيحُ
وذا تحتَ قدميكَ نباتُ القعمول
وقيلَ بأنَّ نباتاً منقرضاً كانَ هنا
يدعى السلفيوم يباعُ بوزنِ الذهب
دواءُ ملوكِ الأرض
يسألُها عن أشكالِ زخارفَ
متناثرةً شاهدها بطريقهما
منها مرسومٌ فيها
غزلاناً بقرونٍ معقوفة
منها أشكالٌ ورود
وتقولُ لهُ : أنْ تلكَ مواقعُ يونانية
قدْ طَمَسَتْ كلَّ معالِمِها
لكنْ بعدَ زمانٍ غَلَّفها الرومانُ
وتلكَ كهوفُ مقابرَ دارسةً
في أكتافِ الجبلِ الأخضر
وهي مخابئ كان بها يلجأ
عمرُ المختار إذا اشتدَّ الزخمُ
عليهِ من الطليان
تقولُ لهُ : ريحانةَ قلبي
دَعْنا من تاريخِ ولّى
أنظرْ أشجارَ اللَّوْزِ
ما زلنا في الشهرِ الأول
والاغصانُ تراها جرداءَ
لكنَّ النُّوَّارَ الأبيضَ
تراصفَ حولَ الأغصان
بشكلٍ يخلبُ ألبابَ الشعراءِ
أنظرْ ذاكَ العصفورَ المسكينَ
بأعماقِ صنوبرةٍ
مجنوناً يبحثُ عن محبوبَتِهِ
في تغريدِ نواحٍ
في النادر ان تجد عصافيرا
قربَ سواحلِ سوسة
أقولُ لها : يا حَبَّةَ قلبي مادمنا
نستوحي مما طبعَ اللهُ عليه الخلقَ
فلتكنِ العِفَّةُ طبعاً فينا
د.محفوظ فرج
٣٠ / ٨ / ٢٠٢٠ م
١١ / محرم / ١٤٤٢ه
© 2024 - موقع الشعر