قالوا له - محفوظ فرج

قالوا له
———
 
قالوا له
لن تسطيعَ وصولَ
حدودِ مضاربها
قبلكَ أغراهمْ فيها
الحورُ الباسمُ في عينيها
والقدُّ الممشوقِ
كقدِّ النارنجِ النشوان على
اعتابِ سواقي سامراء
وحديثٌ منها يشفي
رجعَ النغماتِ به
كل مُعَنّى
قال : سألقيها في أشراكي مهما
امتنعتْ
........
........
 
وتهامستِ الفتياتُ
وقلْنَ بحسرة
لِمَ هذا العشقُ المجنونُ ؟!
قالتْ إحداهُنَّ : لو كنّا نَتَمَنَّعُ
أو نزجرُ من يقربُ منّا
لتفانوا فينا
لكنَّهُمُ وجدوا فينا طيبةَ قلبٍ
تَتَقَبَّلُ منهمْ كلماتٍ معسولة
ولذلكَ ما كانتْ فتنَتُنا تغريهمْ
أحداهُنَّ انتفضتْ
قالتْ : ماذا فينا ؟
الطيبةُ لا تجلبُ إلّا الطيبةَ
لكنّا لم نكُ أغنى منها
هي أغنانا
والثروةُ تغري فتيان اليوم
إلى البحثِ عن الدينارِ بجيبِ المرأة
..........
.........
 
من ألقى الأشراكَ
وراهنَ أن يوقعَها
ألْقَتْهُ بوحلِ هزيمتِهِ مدحوراً مذعوراً
حذَّرَ مَنْ ينوي أنْ يتقرَّبَ منها
لكنْ لم تذكرْ إحداهنَّ الحسنَ الطافحَ
في دمِها المعجونِ
بسحنةٍ بنتِ الجبلِ الأخضرِ
لم يذكرْنَ جمالَ الليلِ المسدول
على الكتفينِ البضَّين
........
........
 
هيَ تحملُ بعضَ صفاتٍ الحُرَّةِ
بنتِ جنين
بنتِ فلسطين
لم ألقَ امرأةً أنضجُ عقلاً منها
لم ألقَ امرأةً غارقةً في عِفَّتِها
في الايمانِ
وحب اللهِ
وحبِّ الارضِ
وحبِّ الخيرِ لمن تعرفُهُ
هي من قالتْ لي : لا تأمنْ من تتظاهرُ
في صفوِ مَحَبَّتها
ونقاءِ سريرتها
بَعضُ مُحِبّاتِ الشعرِ
مَقاصِدَهُنَّ كثيرة
ومنذِ نصيحَتِها لي حتى الآن
لم تقوَ مغامرةٌ خلفَ قِناعِ الشِّعرِ
بأنْ تغويني
كنتُ لهنَّ كما يفعلنَ
أعلِّلُ نفسي بهوىً يجري بين شراييني
دجلةَ والعشقِ
المغروسِ بأحشائي لثرى أرضي
أبقى أتَشَبَّثُ في شوقي
لشواطىءِ
نهرِ الزاب
ديالى
خريسان
الغراف
العشار
الخابور
عكيكة
وأحدِّثَهُنَّ عن الحبِّ
ما كنتُ مُعَنّى إلّا في نورِ الشمس
لم تنبسْ لي في بنتِ شفةٍ كذباً
لم توغلَ في عشقٍ زائف
ببساطتها كانتْ أوردةُ اليسمين
عنوان قصيدتها
وتغذِّي بالعَبَقِ المذهلِ أعماقَ الأحرف
في أشعاري
كانتْ تفصحُ لي أهواكَ
وابنُ الستين لن تهواهُ امرأةٌ
أبداً
لا يغرُرْكَ كلامي
........
........
وتضحكُ
أهوى روحَكَ
قلبَكَ في طيبتِهِ
تلكَ أنا فَلْنَغْنَمْ في عِشْرَتِنا
دعكَ من القيلِ
ومن أفخاخِ
الموتوراتِ
كما الحرباوت
نُعومَتِهُنَّ
كلانا غارَ وراءَ الزَّيْفِ اختارَ منابعَ
صافيةً يروي منها
ظمأَ لم يألفْهُ سوى العشاقِ
المهووسين بأنْ تتواصلَ بينهمُ
الأرواحُ على التوحيد
منذ زمانٍ وأنا في ( سرتٍ ) أشعرُ
أنك كنت بعيدا عني
لكنْ لما وطأتْ قدميكَ ثرى شحات
أتاني وخز ٌيجنحٌ
بي نحوكَ في قلبي
 
د. محفوظ فرج
١٤ / ٨ / ٢٠٢٠م
٢٤ / ذو الحجة / ١٤٤١ه
© 2024 - موقع الشعر